حقق حلمك... لا تيأس...
#حقق_حلمك_لاتيأس
بقلم #ريم_الشاذلي
عندما كانوا يسألونني وأنا صغيرة عن حلمي في هذه الحياة ؟!!
كنت أقول بكل ثقة : أتمنى أن أكون كاتبة و مصممة أزياء و محاربة مثل" أدهم صبري " و مذيعة برنامج و رسامة ..أرسم لوحات بفلسفة جيل الزمن الجميل ، و أن أتقن أقل شيء سبعة لغات و أن أقرأ جميع الكتب و خصوصا الروايات التي أحبها .. هذا ماكنت أتمنى أن أكون عليه في المستقبل .
لكن الجميع وقتها كان يضحك مني ساخرا أنه لا يمكنك فعل ذلك ..إن ذلك مستحيل ، يجب أن تختاري شيئا واحدا فقط لا يمكنك أن تمارسي كل هذه الوظائف في وقت واحد ، لا يمكنك أن تتقني كل هذه اللغات إن هذا مستحيل..!!
لكنني كنت مصرة على تحقيق ما أريد ، كل هذه المتمنيات وكل هذا الحلم وضعته موضع التنفيذ ، وعندما التقيت مجددا ب" #إكسير_النجاح " كانت أحلامي توضع موضع التنفيذ بكل ثقة ، ولأنه آمن بأحلامي و دعمني، و كانت ثقته بي أكبر دعم لي على تحقيق هذا الحلم .
قبل مجيئه .. كنت في كل مرة أعلن فيها عما أتمناه ، كان الجميع ممن نشأت بينهم للأسف يستهزأ بي ، وأكثرهم أدبا كان يجيبني قائلا : ما تتأملينه مستحيل ، و أن الأغبياء فقط من يفكرون هكذا !!!
حتى جاء علي وقت اقتنعت فيه أن أحلامي مستحيلة , و تلقائيا بتأثير المجتمع المحيط و بيئة التنشئة كان كلما مر الزمن كلما ازداد اقتناعي أن أحلامي مستحيلة و أنني غبية لأنني أفكر هكذا وأن من حولي محقون لأنهم يعرفون أكثر مني .
مع مرور الوقت صرت أخشى أن أقول ما أريد أن أكون عليه في المستقبل ,
لقد استسلمت .. نعم استسلمت و اقتنعت أن الإنسان من المستحيل أن يحقق أحلامه في تلك الظروف و في تلك البيئة ، وخصوصا فئة النساء المغلوبات على مصيرهن المعروف سلفا ، إما بالزواج الاضطراري على ذوق " بيئة التنشئة " أو " سياسة الإقطاع الأسري " ثم تربية الأبناء و أشغال البيت كمن ولدت لتكون خادمة وليست سيدة ، ليكون الموت في صمت بدون أي كلمة أنموذجا لما يريده مجتمع الإقطاع الأسري ذاك ، للأسف !!!
الذي كان يحدد سلفا مصير أي أنثى فيجعله محتوما ،فقط لأنها فتاة أو امرأة...!!!! وتفسر نصوص من الدين أحيانا لتغلف " ممارسات مجتمع الإقطاع الأسري " ذاك بالشرعية اللازمة كي يوافق " الهوى الفكري " لمجتمعات الجهل ، الله و رسوله صلى الله عليه وآله و سلم منها براء .
عشت زمنا بذلك " الانكسار " ، كل شيء بداخلي كان منكسرا ويزداد و كأنه نزيف صامت ، و كانت تتعالى الأصوات من حولي معلنة أن أحلامي مستحيلة وكل شيء صار مستحيلا بالنسبة لي ..
لكن المعجزة التي لم أكذبها يوما في داخلي وقعت.. نعم حصلت تلك المعجزة في حياتي ... لقد جاء فجأة بعد يأس و أخذ بيدي و قال لي : ( ثقي بنفسك فليس هناك شيئا إسمه مستحيل ، لا مستحيل مع الله مادام ما تطلبه محقا ، و ما زرعه الله في قلبك من أحلام هي حقائق في عالم الإمكان ، و ما ألهمك بها إلا وهو يريد أن ينعم عليك بها ، و طالما أن لك هدفا في هذه الحياة فعليك أن تحاربي من أجل تحقيقه ، حلمك حقك و ماضاع حق ورائه طالب ) ، ثم حدق بي وهو يقول وكأنه ينفض غبار السنين عن أحلامي بكلماته : إن الأغبياء غالبا ما تكون أحلامهم و طموحاتهم محدودة و لا يفكرون إلا في بطونهم و لا يرون أبعد من أنوفهم ..
ليس هناك شيء اسمه مستحيل ، الإنسان قادر على صنع المعجزات إذا صدق نفسه و صدق أنه يستطيع ، وقتها فقط يحقق المعجزات . )
من ذلك الوقت قررت أن أحقق أحلامي ..حلم الطفولة ، و أن أكسر ذلك الحاجز اللعين الذي كنت أخشاه ،
حاجز الخوف ... وحاجز المستحيل و حاجز الصعب .... وحاجز أنه لا يمكن ..
أشكر زوجي العزيز الذي أخرجني من وهم ( المستحيل ) ، إنه معجزتي التي حصلت معي في هذه الحياة ، بحق لقد انتشلني مجيئه من ضياع لا يعلمه إلا الله ، و أعاد لي تلك الجذوة التي كادت أن تخبو ..
من تجربتي أقدم رسالتي للحائرات والحيارى في هذه الدنيا :
( إياك أن تخبو فقد تصير رمادا ، إياك أن تفقد الأمل فقد تصير حطاما ، إياك أن تدفن أحلامك المشروعة من أجل " بيئة محبطة " أو " مجتمع إقطاعي " يصنعك على مقاسه .. حقق حلمك و لا تيأس.. لا بأس ببعض العثرات التي ستقويك مع مرور الزمن وكي تعرف قيمة النعمة إذا حصلت لديك ، لكن ليس هناك شيء لا تستطيع فعله ..فقط عندما تكسر حاجز الوهم كن متأكدا أنك ستصل إلى القمة وقتها سيبدو المشهد مختلفا من فوق ...حيث " وضوح الصورة " و " الهواء العليل " و سترى من كان يستهزأ بك من قبل أو يحاول كسرك في الأسفل في منتهى الصغر ، وقد تحتاج إلى " مجهر " كي تراه .
#حلمك_حقك ف #وجودك_معجزة #أظهرها_الله_رب_الكون ،#ثق_بالله_واعمل_بجد_ولا_تلتفت_إلى_وسوسة_الشياطين_من_حولك #ستصل_وستشكرني_أنني_كنت_دليلك .
#مسائكم_سعيد
بقلم #ريم_الشاذلي
#reem_shadili
بتاريخ 15 ديسمبر 2020
تعليقات
إرسال تعليق