اسرار جوف الارض ...الجزء الثاني
" " أسرار جوف الارض ""
، الجزء الثاني ،
المشهد الأول :
الساعة الآن تشير إلى الخامسة 00 :05 صباحا حسب توقيت المغرب ," مدينة "طنجة " الآن هدوء تام بعد صخب طول اليوم والليل ..إنها " طنجة " التي لا تنام
في تلك اللحظة كانت المدينة يعمها الهدوء ولا يسمع في شوارعها إلا أمواج البحر وأصوات طيور النورس، في ذات الوقت كانت " رهف " تواجه أغرب شيء يحصل لها في حياتها ، بعد تعرضها لحادث سيارة أودى ببصرها وهي متوجهة لجامعة الأخوين في مدينة " إفران " الجميلة ، وكأن قدر " رهف " بدأ في ذلك اليوم بعدما جزم الأطباء بعدم قدرتها على استرجاع بصرها ، ورغم معارف أمها الإيطالية الجنسية وأبوها المغربي صاحب أكبر مشاريع في المغرب وإيطاليا ، ومقدرتهما على علاجها في أفضل مستشفيات العالم إلا أنه لم يكن هناك أمل في علاجها .
........
المشهد الثاني :
المرأة المتوهجة تحدث " رهف " قائلة : " رهف " لا تخافي سوف تذهبين معي إلى جوف الأرض حتى نعالجك ويعود إليك بصرك .
ردت " رهف مستفسرة : أذهب معكم إلى أين ؟؟
لا طبعا ، أنت أكيد تحلمين ولمن أترك أمي وأبي ؟؟
بكل تأكيد لا ، هذا محال .
ليردف ذلك الرجل صاحب القامة الطويلة والشعر الأبيض قائلا : وكأنه لم ننقذك قبل قليل من الإنتحار أليس كذلك !!
_ رهف : ولكنني أستطيع رؤيتكم بوضوح ، فقد عاد بصري ولم تعد هناك حاجة بذهابي معكم !!
_ المرأة المتوهجة : لا لم يعد بصرك بعد ، لقد وضعنا لك شريحة على رقبتك يمكنك الرؤيا لفترة فقط من خلالها ، تستطعين رؤية العالم الخفي بما فيهم نحن و عالم الجن .
_ رهف : صمتت لبرهة ثم قالت حسنا ولكن علي إخبار أمي،
لتقاطعها تلك السيدة المتوهجة قائلة بحدة: لا لا يمكنك إخبار أحد ، على أي حال هم في الحقيقة ليس والديك .
_ رهف : ماذا ؟؟ كيف ليس والدي ماذا تقولين انت ما هذا التخريف ؟؟
_ المرأة المتوهجة : سوف تعرفين الحقيقة قريبا .
_ رهف : اي حقيقة ؟؟ ولماذا أنتم مهتمون بعلاجي ماذا تريدون بذلك ماهو هدفكم الحقيقي ؟؟
_ هنا تدخل طرف ثالث كان موجودا في الغرفة وقد كان طويلا لدرجة أنه كان يثني رقبته الطويلة حتى لاتصطدم بالسقف وقال : يا إلهي كم هي ثرثارة رغم إنقادنا لها من الموت المحتم قبل قليل !! كم هم غريبو الأطوار هؤلاء البشر !!
_ هنا أردفت تلك المرأة المتوهجة: وقالت بنبرة حادة : " مايلكان" أصمت .
ثم التفتت و أشارت بإصبعها إلى جدار الغرفة لتفتح بوابة بوميض أخضر يتوسطه لون أبيض جميل على شكل دائرة ، دخلوا جميعا ومن ثم اختفى الوميض لتجد رهف نفسها في مكان غريب بأضواء بنفسجية وكراسي جلدية كأنها أشبه بأفلام الخيال العلمي
_ رهف : أين انا ؟
_ المرأة المتوهجة : نحن في المركبة التي سوف تأخدنا إلى جوف الأرض .
_ رهف : وكيف جئنا إلى هنا ؟؟
_ المرأة المتوهجة : عبر النقل الآني عزيزتي .
_ رهف : يعني نحن بمركبة فضائية أهذا ما تقصدين؟؟
_ المرأة المتوهجة : لا ، بل بمركبة جوف الأرض
_رهف : عادي مثل بعض .
_ المرأة المتوهجة : لا ليس مثل بعض هناك اختلاف شاسع من حيث تكوين المركبتين فهذه سوف تغوص في أعماق الأرض ، وكلما غصنا داخلها ازداد الضغط ، والأخرى تنطلق إلى فضاء مفتوح بدون نهاية ولا أوكسجين ، هناك فرق شاسع بينهما ، لن اشغلك بأمور انت في غنى عنها الآن ، يمكنك أن تلقي نظرة من نافدة المركبة قبل انطلاقها.
_اقتربت " رهف " من النافذة التي كانت تبدو للوهلة الأولى كأنها غير موجودة ، اقتربت منها ولمست زجاجها البنفسجي وألقت نظرة من فوق مدينة " طنجة " الساحرة ..
يا إلهي كم هو منظر جميل !! لم أرى منظرا أخاذا كهذا في حياتي !!
المرأة المتوهجة : بالمناسبة يمكنك مناداتي " سلينيا " فهذا إسمي.
_رهف : إسمك جميل تشرفنا .
ولكن ماذا يعني إسمك العجيب ؟؟
_ سلينيا: يعني باللغة المسمارية " السيف القاتل " ، على إسمي جدتي الكبرى .
_ رهف: واو رائع .
_صاحب الشعر الأبيض : سيدتي علينا الانطلاق، إنه وقت الفجر علينا التحرك بسرعة قبل خروج "قوم يأموج " .
_ سلينيا : حسنا لنسرع إذا وقالت ل : " رهف " : إجلسي في كرسيك .
ما إن جلست رهف حتى التف حول خاصرها حزام فضي وجلس الجميع وانطلقت المركبة مسرعة كالبرق.
_ رهف : هل يمكن ان أعرف من تقصدين ب " قوم يأموج " ؟؟
_سلينيا : إنهم كشياطين الجن يخرجون بعد الفجر ليتغدوا على طاقة البشر وسلبهم ما يمكن سلبه ،و نحن كعائلة " المنوفيل نفير " خضنا حربا دموية معهم قبل خمسة ألف عام، وألزمناهم جحورهم ، وبعدها في فترة حكم " جمال عبد الناصر " هؤلاء المخلوقات المقززة التي تسمى " قوم يأموج " استطعوا أن يخرجوا و أحدثوا فتنة كبيرة ومن وقتها وهم يستحوذون على أرض مصر ويتغذون على طاقة سكانها ،
و تمدد وجودهم حتى " بلاد المغرب " .
هنا قطع القبطان حديثهم وقال : لقد وصلنا سيدتي ، سوف ننزل .
_ رهف : في إستغراب أين سوف ننزل ؟؟
_ سلينيا : سوف ندخل بوابة العالم " جوف الأرض "، نحن في مصر القاهرة " الجيزة " هنا بوابة العالم الجوفي.
_ رهف : مصر ؟؟ هل تمزحين كيف وصلنا مصر بهذه السرعة بينما لازلت أنظر إلى سقف المركبة، وانا أستمع لحديثك كيف بهذه السرعة ؟؟!!!
واي بوابة هذه التي هي موجودة في مصر ونحن لا نعرفها ؟؟
_ " سلينيا " : عزيزتي رهف هناك أمور أظن أن الوقت غير مناسب للتحدث فيها ، لكنني أعدك بأنني سوف أشرح لك كل شيء قريبا .
في تلك اللحظة ظهر لون أخضر مختلط بالبنفسجي فوق الهرم الأكبر ، اقتربت المركبة فوقها مباشرة واختفت تماما ، وبدأت المركبة كأنها تهوي إلى جوف الأرض وسط الهرم وكأنه بئر ليس له قرار ، وكان الظلام حالكا والهواء شبه منعدم ، و بينما كانت المركبة تنزل بسرعة فائقة كان القبطان يعلن قائلا : لقد اجتزنا الطبقة الأولى .
لقد اجتزنا الطبقة التانية .
لقد اجتزنا الطبقة الثالثة .
لقد اجتزنا الطبقة الرابعة .
_ هنا رهف سألت " سيلينا " ما ذا يوجد في هذه الطبقات؟؟ .
.
ريم الشاذلي
في الجزء الثالث سوف نكمل الرواية .
تعليقات
إرسال تعليق