رواية " مرآة الزوهريين " الجزء الثالث
#مرآة_الزوهريين
#الجزء_الثالت
اليوم هو الثالت في طيبة المباركة ،
الساعة الآن السادسة مساء ، أنا الآن فى " روما " نعم روما أكيد أنتم تشعرون بالإستغراب الآن !!
كيف من طيبة إلى روما !!؟؟
لدينا مهمة في إحدى الكنائس القديمة وهي القضاء على الشياطين التي تسكن الإنسان من عبدة الشيطان ،
إنهم الشياطين التي تعشق الزوهريين ،
آكلون اللحم البشري و الذين يتغذون على شرب الدماء ، إنهم نفسهم أتباع الدجال الأعور .
هل ترون ما أراه ؟؟
إنها كنيسة قديمة عتيقة الطراز بها من الأسرار التي ظلت طي الكتمان طوال قرون خلت ،
في طيبة المباركة يسمونها
" كنيسة الشيطان "
دخلنا من بابها القديم ونزلنا أسفل الكنيسة حيث يقيمون طقوسهم الشيطانية ، أنا ومن كان معي من فرسان طيبة ، بينما كنا ننزل بهدوء و إذا بصرخات مدوية كانت قادمة من إحدى الغرف ، ثم رأيت ظلا و كأنه وحش ، دفعني الفضول و تركت البقية ينزلون إلى الأسفل ودخلت إلى ذلك الممر الضيق حتى وقفت أمام باب خشبي كان نصفه مفتوح ، ليصل إلى مسامعي حديث غامض ، كان أحدهم يتحدث بطريقة غريبة و كان ذا صوت و كأنه ينهق أو ثور هائج يصيح ، كنت أسمعه وهو يقول لأحدهم : أنا قلت لك أحضر لي فقط الزوهريين للتضحية هل هؤلاء هم المطلوبين ؟؟!!
لماذا لا تفهم ؟؟
ليردف الرجل الذي معه قائلا : إن رجالنا الذين يعملون على تهريب الأطفال سيحضرون أطفالا من الشرق الأوسط خلال أيام ، مجموعة منهم ستذهب إلى أصدقائنا في الغابة البوهيمية و غالبا سيكونون من أصحاب الدم المطلوب ،
ليردف ذاك الصوت الذي وكأنه ينهق و هو يقول : جميل ... جميل كل الحروب التي أوجدناها في الشرق الأوسط كانت في صالحنا على جميع الأصعدة والمستويات من السياسة إلى الإقتصاد إلى التفقير الاجتماعي و زعزعة الأمان إلى تفكك الخريطة الإسلامية و المسيحية و اليهودية المزعجة إلى الحرب الوهمية على النفوس الضائعة و الضعيفة ، و أهم من كل هذا هذه القرابين التي تأتينا على "قوراب النجاة " ... عفوا على طبق من فضة بدون أن ينتبه أحد أو يلتفت إليها أحد ،
نحن نقتل و نسفك الدماء ونجرد الجميع من مبادئه تحت شعار محاربة التطرف
و الإرهاب ،
في هذه اللحظة كنت أسمعه كيف يضحك بطريقة مثيرة للاشمئزاز و كأن حقدا دفينا يخرج مع تلك القهقهات و الضحكات ،
ثم أكمل حديثه و قال :
انا أحب الفتن و أعشق الحروب ،
و أتلذد بقرابين أولاد آدم جميعهم بلا استثناء ،
و أهم شيء عندي هو القضاء على السلسلة الوردية ،
لذلك عليكم قتل جميع الزوهريين قبل أن يعرفوا قدراتهم الحقيقية ويتمكنوا من القوة العظمى ،
فسأل من كان معه أي قوة عظمى
يا سيدي ؟؟
فأجابه إنها " اللوجوس " التي عملت عبر السنين على تحريف معناها الحقيقي ،
إنها قوة مدمرة و علينا القضاء على جميع الزوهريين ، إذا مات جميعهم ستموت القوة العظمى ، ولن يبقى لها أي معنى على الأرض ،
إنه مكعب الموت إذا تم تفعليه من خلال الزوهريين لن يبقى لنا وجود أيها المغفل هل فهمت الآن !!؟؟؟
بينما كان يقول من كان معه : لا لا لم أفهم لكنني أعدك أنني سأفهم مع مرور الوقت يا سيدي ،
ليردف ذلك الصوت الغريب قائلا : هل تمت المهمة المطلوبة في فلسطين ؟؟؟
ليجيبه الشخص الثاني : ... اممم اممم نعم لقد بعثت البرقية ، وخلال أيام فقط ستقوم فتنة جديدة وحرب باردة ، سنجعل الجميع يتعارك فيما بينهم ،
ليردف صوت الحمار ذاك قائلا : أريد نارا تحرق الأركان ، أريد خبرا سارا خلال هذا الأسبوع يا جيلي ،
كنت أسمعه وهو يتكلم بصوته العالي ولا تعرف ماهية هذا الشخص هل هو إنسان أم حيوان ...!!
لكن ما إن إقتربت حتى تفاجأت لما رأيته إنه إبليس بنفسه بشحمه و لحمه يكلم الكاهن الذي يقف أمامه و كأنه دمية بشكله المقوس ويعطيه الأوامر لينفذها على الأرض ،
يا إلهي إنها صدمة لا ...لا بل صدمتين إن الكاهن هو نفسه ذلك المخلوق المقزز الذي كان يأتي من المرآة بشكله المقوس !!!
كيف ذلك ؟؟!!!!
ما إن لاحظوا وجودي و رآوني أدخل إلى تلك الغرفة التي تفوح منها رائحة العفن و القذارة و الدم حتى نظر نحوي ذلك الشيطان بنظرات شريرة حاقدة وقال : أنت مرة أخرى ... سأجعلك تندمين على تدخلك في شؤوني يا مايا ، ثم اختفى في لمح البصر .
أنا لا أعرف لما قال هذه الكلمات فهي المرة الأولى التي أشاهد فيها هذا المخلوق المقزز الذي يشبه الحيوانات نعم لقد كان إبليس اللعين بنفسه و هرب قبل أن نقبض عليه ،ثم دخل من كان معي من الفرسان الذين دخلوا في تلك اللحظة وبدأوا في فك قيود الأطفال المقيدين في تلك الغرفة ثم أخرجوهم من ذلك السجن اللعين و المصير المحتوم ، لقد كانوا في الغالب سوريين ومن مناطق عربية و منهم عجم ، أثنائها كنت أسمع " رؤيا " وهي " فارسة " من " طيبة " من المباركين تقول و الدموع تنزل من عينها : إنهم وحوش ليس بقلبهم ذرة رحمة يغتصبونهم و يقتلونهم و يشربون دمائهم من أجل الحفاظ على شبابهم الفاني ، اللهم انتقم منهم .
أما الكاهن فقد أغمى عليه ، و خرجنا من تلك الكنسية التي كان جانب منها يشتعل و ألسنة النار تصل إلى السماء بسبب إحراقهم لبعض الشياطين المتجسدة ،
فظهرت النار من عالم الغيب إلى عالم الشهادة ،
لكن حديث ذلك الشيطان لم يغادر عقلي ،
سألت من كان معي من الفرسان وكان إسمه " إسحاق " ماذا كان يقصد بحديثه ذلك المخلوق البشع ؟؟!!
فقال لي وهو يبتسم : ربما أنت لا تتذكرين لكنه يتذكرك جيدا ، لقد كنت معنا منذ ما يقرب ألفين سنة عندما داهمنا قصره الذي يوجد في البحر الميت ، وأخذنا منه أثمن شيء يملكه هههه
فقلت له في ذهول : كيف .. كيف !!! لم أفهم !!
ألفين سنة أنا لا أفهم ماذا تعني... أرجوك إشرح لي هل تستهزأ بي ؟؟!
كيف ألفين سنة و أنا لم أتجاوز الخمسة عشر سنة !!!
لكنه أجابني بكل برود قائلا : فيما بعد ليس الآن،
الساعة علينا التوجه إلى تل أبيب فورا .... لدينا مهمة هناك ،
فقلت في ذهول أي مهمة ستكون في
تل أبيب ؟؟
فأردف قائلا إنها مهمة سرية يا " مايا " .
.................
اقتربت من " رؤيا " وسألتها هل تعرفين عن ماذا يتحدث ؟؟!!
فقالت : نعم أعلم ، لكنني لست من ستخبرك ، جدك هو من عليه أن يخبرك يا عزيزتي ،
أما الآن علينا إعادة هذا الطفل الصغير إلى بيت أبيه ، لقد كان طفلا صغيرا أسمر البشرة بشعره المجعد وعيونه البراقة ، سألته ما إسمك يا صغيري ؟؟
فقال : إسماعيل أنا ... أنا من المغرب من باجعد .
سألت " رؤيا " عنه : كيف وصل هذا الصبي إلى هنا ؟؟
فقالت إنه طفل زوهري الدم وله خط اليد وهو من الفئة المحببة للجن و الشياطين كما تعلمين تعرض للإختطاف بعد آذان المغرب ، إنه من سلالة مولاي إدريس الذي حكم المغرب ، إنه شريف النسب عن أمه و أبيه ، أمه إمرأة مباركة ، له شأن كبير هذا الطفل في المستقبل ، هل تعلمين أنه الآن شاب وسيم لكنه خجول جداا ،
فقلت : عفوا لم أفهم شيئا .. شاب ...!! كيف !!؟؟؟
فقالت وهي تبتسم : عزيزتي " مايا " نحن الآن في الماضي ، و هذا الطفل صار شابا في حاضره ، الآن مشكلته الوحيدة أنه لا يعرف قدر نفسه لكنه سيعرف الآن ،
أما الكنسية فهي تحترق في المستقبل .....،
فقلت وأنا أضحك : حسنآ إذا هيا نذهب إلى الحاضر ههه
سألتها : وهل تعرفين مكان إقامته في المغرب ؟!
فقالت : أظن أنهم غيروا مكان الإقامة لكنني سأعرف من خلال ابن عمه الذي يعمل في سلك الشرطة .
اليوم أنا عدت إلى المنزل لم يشعر أحد بغيابي عدا أن شعري أصبح أكثر طولا من البارحة ، مما جعل أمي تستغرب !!!
شعري أصبح طويلا لأنني مكث شهرا في أرض " طيبة المباركة " ،
عدت إلى غرفتي و إلى سريري وأنا مستعدة للجميع ، بينما أنا نائمة سمعت فحيح الأفعي وشممت تلك الرائحة الكريهة المنبعثة من ذلك المخلوق المقزز وقد خرج من المرآة وهو ينادي : مايا ... مايا ... إستيقضي حان وقت الذهاب الملكة تنتظرك ..... ،
نهضت من سريري وقلت له نعم لنذهب حتى لا نتأخر على الملكة ،
ليردف قائلا وهو يلهث : أرى أنك صرت عاقلة على الأقل لم تتعبنيي هذه المرة كما دائما ،
فقلت له : نعم و لن أتعبكم مرة أخرى ،
فقال : كأنك تحدثين بألغاز أيتها الصغيرة ؟؟!!
صرنا حتى دخلنا " القصر المنحوس " وجدت تلك الملكة تنتظر على كرسيها كما دائما هي ومن كان معها ، ما إن اقترب مني حارسها صاحب رأس الكلب حتى سحبت سيفي وقطعت رأسه و رأس الحاضرين ..... اقتربت من تلك الملكة المنهكة و التي تنتظر دمي لتشربه ، وقلت لها : لن أقتلك بل سأعلقك على باب قصرك حتى تكونين عبرة لمن لا يعتبر ،
بينما ذاك " المسيخ " الذي كان يخدعني بسحره كل تلك السنين وجعلني في كل مرة أصدق أن عائلتي تحترق كان يقول اللعنة علي وعلى اليوم الذي جعلنا فيها المرآة مسحورة ،
في تلك اللحظة استيقظت من النوم على فحيح الأفعى وهي تنادي : مايا حان وقت الذهاب ...
انتهى الجزء الثالث
نلتقي في جزء جديد إن شاءالله .
خالص المحبة .
.
بقلم : ريم الشاذلي
كيف اخرج من مصر ؟؟
ردحذف