عملية الحوت الازرق ...و ال 77
#عملية_الحوت_الأزرق
#و_ال_77
لا أعلم هل العالم يدخل في مرحلة جديدة ويخرج من الظلمات إلى النور أم ماذا ؟؟!!
يا إلهي ماهذا الحر !!
إن هذا الصيف حرارته كأنها تطل من نافذة الجحيم !!
كنت أسمع هذه الكلمات من سيدة عجوز ترددها وهي متضايقة من شدة الحر ،
بينما كنت أركن سيارتي في مرآب السيارات التابع للسوبر ماركت .
ما إن دلفت إلى الداخل حتى صرت أسمع خطوات تتبعني أينما ذهبت بين ممارات السوبر ماركت ، و كلما التفتت لا أجد أحدا وكأنه كان يتهيأ لي..
وكأن الشمس صارت تؤثر على أحاسيسنا وتجعلنا نتخيل ...
وقفت أمام ثلاجة هناك لأخذ عصير الليمون الذي أحبه و لأنقذ داخلي من تلك الحرارة المشتعلة ، لا أعرف هل هي من الشمس أم من الحياة وما يحصل فيها ؟؟!!
فإذا بي أسمع صوتا يقول : ها .. إذا تحبين عصير الليمون أيتها الكاتبة !!
فقلت : من أنت هل إنسي أم جني أيها المتكلم ؟؟!
فقال وهو يضحك : أرى أنك نسيت صوتي أيتها الكاتبة فهل يعقل ذلك !!
نظرت إلى الثلاجة و أنا أجيبه : وهل تريد عصيرا !!.. أم .. ماء باردا !!.. يا 77 ؟!
ليجيبني على الفور قائلا : الإثنين .. يا سيدتي ، ماء وعصير الليمون ،فأنا أيضا أحبه ،
فقلت له : إذا إسمع هذه الملحوظة الصغيرة مني ، أنا لا أنسى وهذه مشكلتي الوحيدة في هذه الحياة ، لا أنسى أحد ، لا أدري هل هي نعمة أم نقمة أو أنها كاللعنة التي حلت بي في هذه الحياة البائسة .
فقال : إذا إنها نعمة ونقمة في نفس الوقت !!
ثم أردف قائلا : حسنآ هل تذهبين معي يا سيدتي ؟؟
فهناك ما يجب أن تعرفيه ،
فقلت و إلى أين يا رقم 77 ؟؟!!
فقال : إلى روسيا
فقلت له : و كيف أذهب إلى روسيا وأنا الآن في لندن بالمملكة المتحدة ؟!
ليردف ساخرا : وكأنك لا تعرفين هذه الأمور كيف تحصل !!!؟؟
يالك من مخادعة يا سيدتي !!!!! ههه
في تلك اللحظة كنت أقول في نفسي لن يستغرق الأمر الكثير من الوقت ..
فقلت له : حسنآ لنذهب ...
وفي رمشة عين انتقلنا من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان .
أنا الآن في مستقبل ليس ببعيد ، أنا في موسكو وفي وسط المدينة بالضبط ،
عندها أوقف ( 77 ) عملية التخفي وظهر للعيان ،
إنه شاب جميل الوجه طويل القامة ذو شعر أسود وعيون سوداء كبيرة كعيون الغزال البري ، إنه شاب في العشرين من عمره تقريبا ويلبس جاكييت جلد لونه أسود مع سروال جينز ،
نظر إلي وقال : مرحبا بك في موسكو سيدتي ،
فقلت له : نعم إنها موسكو الجميلة ، إنني أعرفها ، كم أحبها و لي أحبة هنا ... لم أتي إليها منذ زمن ، فقد إشتقت إليها ..،
كانت الساعة تشير إلى الساعة السادسة مساء و كان المكان مزدحمآ ،
ثم نظرت اليه وقلت : لقد حصل انفجار في لبنان كما أشرت لي في السابق , من تظن وراء هذا الموضوع ؟ وما مصلحته من ذلك ؟؟!!
فقال : سيدتي هي ليست مصلحة واحدة بل هي مصالح كثيرة يصعب على الإنسان العادي أن يدركها كلها ، لأنه ببساطة يعيش وسط شياطين بألف وجوه وعقولهم منحرفة .
فقلت له : لا تكلمني بالألغاز ، أريد أسماء
و تفاصيل !!
فقال : أنا أعلم جيدا أن كل ماسنتكلم فيه ستكتبينه بالحرف وستنشريه ، لذلك لا أريد أن أعرض حياتك للخطر ،
فقط أقول لك : إنها فقط لعبة مدروسة كما أخبرتك في السابق ، والإعلام يكذب ولا ينقل الحقيقة ،
فهناك من من مصلحته أن تؤجل المحكمة الدولية النطق في قضية الحريري إلى وقت غير معلوم ، ولأنها قضية شائكة إذا تم سحب خيط واحد من خيوطها تنسحب من ورائها عدة خيوط ، الله وحده يعلم أين تصل ، باختصار إنها فتنة كبيرة ...
ثم استطرد قائلا :
هل تعرفين أن أيادي لبنانية من الداخل هي من قامت بتدمير لبنان بالتعاون مع فرقة إستخباراتية تابعة ل ( المستر الشبح ) أظن أنكي تعرفين هذا الإسم ؟!
فقلت له : هل تقصد ( الشبح ) الذي ذكرته في روايتي ( شبح الطائرة) ، هل هو ذاك ، وما علاقته بما حصل في لبنان ؟!
فقال : أنتي تعرفين أنه يترأس أكبر فرقة إستخباراتية سرية في قلب تل أبيب ، كما ولديه مركز تابع له في الولايات المتحدة الاميركية ،
فقلت : نعم أعلم ذلك ، ولكن ماهي مصلحته ؟!
فقال : أنت تعرفين جيدا أنه شخص يتنقل عبر الزمكان من خلال
( آلة السفر عبر الزمن ) ، لذلك هو يدرك ويعرف جيدا ما يفعله ، وكل شيء يتم عبر أجندة مسطرة مسبقا ، وهو على صلة كبيرة جدا بالمتنورين ، فهل تعرفين لماذا ؟؟
فقلت لماذا ؟؟
فأردف قائلا : لأن جده هو مؤسس منظمة المتنورين لذلك هو لديه مصالح كثيرة هو ومن معه من أصحاب ( الأقنعة الحمراء ) ، أول تلك المصالح هي عدم فضح العملاء المخضرمين اللبنانين الذين كانت حبل مشنقتهم قد بدأ في خنقهم فعلا ،
و ثانيها : خطة تدمير لبنان وبيع أراضيها بأبخس الأثمان ، و من تم الإستيلاء على كل صادرة و واردة فيه ،
ثالثها : إنه يريد التحكم و السيطرة على لبنان كل لبنان ، فلا تستغربي من عدد الأثرياء الذين ستأتي إلى لبنان للإستثمار وشراء العقارات و الأراضي والشقق السكنية و المحلات التجارية التي سيكون سعرها في الأرض ، ثم السيطرة على البنوك و النظام المصرفي وعلى المستشفيات ، إلى تغيير الحكومة ورئيس الوزراء ورئيس الدولة بين ليلة وضحاها ...
ولا تستغربي من سرعة حل أزمة النفايات في لبنان ،
لأنهم يخططون إلى جعل لبنان جزيرة الأغنياء والبزنس، إنها الوجهة الجديدة ل الشبح ومن معه من الأشباح ...
لذلك قلت لك : إنه عصر جديد ستعيشه لبنان من بداية الإنفجار إلى المظاهرات إلى الشغب إلى عدد الوفيات المتزايد بسبب الإنتحارات .
عليك أن تعرفي أنه بعدما انفجرت تلك القنبلة في قلب لبنان ...فإن قلوبا كثيرة ستنفجر ...و قنابل أخرى في أماكن عدة يا عزيزتي .. إنه موسم الإنفجارات بامتياز ،
فقلت له إذا هي خطة مدروسة بعناية فائقة يا 77 !!
لكن لماذا نحن في روسيا ؟؟
ليردف قائلا بينما كنا نمشي وسط حشود من الناس وقفنا أمام مقهى كان مكتضا بالناس ، منهم من يحتسي فنجان القهوة ومنهم من كان يتبادل أطراف الحديث وبيده كأس العصير ، نظر إلي وسألني : هل تذكرين ما كتبتيه في قصة أرمينيا ؟؟!
فأجبته قائلة : إن أخ ( أرمينيا ) أصابه الشلل النصفي إثر تعرضه للإنفجار في إحدى المقاهي المعروفة في قلب موسكو ؟؟!!
ثم أردفت قائلة في ذهول : ياإلهي !!! نعم ، لقد كان إسم المقهى ( القيصر ) نعم أذكر ذلك ؟؟!!
و أنا أحدثه فجأة استدار تجاهي ثم قال : انظري الآن إلى المقهى ،
ما إن التفتت حتى وجدت الناس تتطاير في الهواء ، و في كل مكان دوى صوت إنفجار مرعب ، و كم كان مخيفا منظر الناس وهي تتطاير في الهواء وكأنهم ألعاب أو دمى ،
و الغريب أننا لم نتأذى ، غير أن ذلك الانفجار نتج عنه موجة ريح قوية جعلت الحجاب الذي أرتديه ينفك ترتيبه ،
ثم صرخت صرخة عالية وأنا أقول له : أرجوك إفعل شيئا ، إنهم يموتون ،
يا إلهي !!!
ألا تستطيع تغيير هذا القدر ؟؟!!
بينما كنت مصدومة من هول ما أراه ،
وجدت نفسي وكأن الأرض تنطوي لي بشكل غريب لأرى منظر المعامل الروسية وهي تشتعل ......؟
كنت في حالة صدمة وتحت تأثير إحساس غريب ، رهيب أن تسمع صرخات الناس ولا تستطيع فعل شيء لهم ، محزن أن تسمع ذوي الإنفجار ولا تستطيع التحرك أو تغيير القدر ..
هناك انطوت الأرض لي مرة أخرى لأجد نفسي في ( مصر ) وأنا أقف على أرض من رمل ، وكنت أسمع طلقات الرصاص وهي تذهب يمينا وشمالا وتلك الأجساد للجنود المبعثرة بدمائها هنا وهناك ...
حتى سمعت ذوي انفجار سيارة مفخخة جعلتني أفقد حاسة السمع في تلك اللحظة ولم أكن أسمع وقتها غير الطنين ، و كنت أقف أمام لوحة مكتوب عليها
( الطريق الصحراوي )
كنت خائفة جدا بل مرتعبة ...
فقلت له : لماذا أنا ؟؟!! لماذا طالما لا أستطيع تغيير شيء ؟؟!! لماذا أحضرتني هل لكي تعذبني برؤية هذه المشاهد ؟؟!!
نظر إلى ذلك الشاب الوسيم بعيونه اللامعة وقال : أحضرتك إلى هنا لتكتبي كل هذا ، لعل أحدا ممن يقرأ كلماتك يدرك الأمر ... لعل أحدا يسمع نداء كلماتك الصامتة ،
لعل أحد يعرف فك الشفرات .... فربما يتغير القدر !!!
في تلك اللحظة وجدت نفسي في مكان و أرض مختلفة ثم نظرت إليه وقلت له :
أين نحن ؟؟
فقال : إسمعي هذه الأحجية
.. تشتعل الأرض الغربية ليفر الحوت الأزرق إلى المحيط فيشتعل البحر بالنار .....فتهوي تلك الطائرة تاليها طائرة أخرى وكأن الطيور تفقد أجنحتها .... وكأن الرؤوس تفقد عيونها ....
من أوربا مرورا ب رومانيا إلى تركيا هناك نقطة الالتقاء ، هناك الحياة والموت ،
قلت في دهشة : لم أفهم كلمة مما قلت !!
فقال : هل نعود إلى لندن ؟؟!!
ونلتقي في ألمانيا المرة المقبلة .
قلت باستغراب : ألمانيا لماذا ؟؟!!!
هل هناك حدث ما سيحصل هناك ؟؟!
بينما كان يحرك ساعته يمينا وشمالا وكأنه يضبط الوقت و الزمن في آن ...ثم أجابني : المستقبل مليء بالمفاجآت ... ومفاجآت 2020 لم تنتهي بعد ، لكن
( عملية الحوت الأزرق ) بدأت ، إنه يلتهم كل شيء من الشرق إلى الغرب .
في لمح البصر عدنا إلى مكاني أمام الثلاجة التي ظلت مفتوحة والهواء البارد يخرج منها .. فأردف مكملا حديثه : إذا إدفعي ثمن الليمون والماء أيتها الكاتبة....سأخذ هديتك معي إلى المستقبل ...
ثم نظر إلي بعينين يومضان شعاعا غريبا ثم قال : نسيت شيء مهما جدا ، هل تعرفين أن من فجر لبنان هو من قام بعمليات الحرائق التي تمت في أنحاء العالم ، والهدف هو التغطية على العملاء المخضرمين ، وكي يبدو أن لاعلاقة لهم بالموضوع وأن العالم كله يحترق وليس لبنان وحده هههه ،
حقا إن يد ( الشبح ) سخية جداا .......
لماذا لم تكملي رواية " شبح الطائرة " ؟؟!!
فقلت : أرى أنك تحفظ رواياتي عن ظهر قلب ، أليس غريبا !! ترى لماذا ؟؟!!
بينما إكتفى بابتسامة عريضة ثم أكملت قائلة : هناك من لا يريد أن أكمل تلك الرواية وتم الإبلاغ عنها بعد نشرها بشهور ، لذلك توقفت عن النشر .
ليقول لي وهو يبتسم : إذن عودي لإكمال الرواية ، ثم رفع يده اليمنى كمن يلقي التحية وهو يقول لي : إلى اللقاء يا أمي العزيزة ، أنا حقا متهور مثلك ، أنا أحبك ...
ماذا ؟؟!!
أمك ؟؟!!
كيف ذلك هل يعقل ؟؟!!
هل أنت إبني ؟؟!!!
يا إلهي إنها صدمة ؟؟!!!
كيف تكون إبني وأنت في الولايات المتحدة الامريكية ؟!
أين أنت أين ذهبت ؟؟!!!
ياإلهي ذهب وتركني في حيرة كيف سأنام الليلة ؟!!
تبا لهذا القلب الذي لم يتعرف عليك ...
و انتهى هذا الجزء على صدمة جميلة لكنها كانت قوية .
نلتقي في الجزء المقبل بحول الله .
.
بقلم : #ريم_الشاذلي
عمل جميل ومجهود رائع.. ياريت استمرى هنا فى الكتابه لحفظ الملفات اكثر امان..
ردحذف