بين الماضي و الحاضر و ال 77 ..الجزء الثالث

 #بين_الماضي_و_الحاضر 

#و_ال_77


#الجزءالثالث


.

التفت وقال : هل تسمعين هذا الصوت ؟؟!

ثم أجاب تلقائيا : إنه صوت السيارات الدبلوماسية وسيارات الجيب العسكرية  وهي تمر  مسرعة على الطريق السريع وسط إسرائيل ،

ثم تساءل وهو يقول : كم سيارة هناك ؟؟؟ واحد .... اثنان ....ثلاثة .... أربعة...خمسة ...إنها إثنى عشرة سيارة ..

سيارتان منهن سيارات إسعاف ... 


ثم سألته قائلة : ماذا يحصل يا 77 ؟؟!!

لماذا كل هذه السيارات التي تمر مسرعة وهذا الضجيج الذي يملأ المدينة ؟؟!!!


فأجابني بابتسامته المعتادة :  لم تسمعي الخبر أيتها الكاتبة !! 

ثم إستطرد : لقد وقع انفجار قوي جدا في إسرائيل ، يقولون إن صاروخا استهدف منطقة حساسة  هناك و أنباء عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات .... 

يقولون ولست متأكدا من ذلك أن أحدا من أقارب ( نتانياهو )  قد أصيب في هذه الحادثة ، أظنه زوج ابنته ، لست متأكدا .....


فبادرت بسؤاله : يا إلهي لماذا نحن هنا يا 77 ؟؟!!

فأجابني بتلقائيته المعهودة : جئنا لنأخذ  ملفا مهما جدا  أيتها الكاتبة ...  عفوا أقصد أمي  ههه 


فقلت له : ليس هناك شيئا يدعوا  للضحك ، أنا منزعجة كيف تضحك أمام هذه المصيبة ، إنها أرواح بريئة يا  77 ، و ليس لها علاقة بالسياسات التي تحصل في العالم ، إنهم فقط بشر يعيشون وسط عالم تشبه سياسته شريعة الغاب ...


فأجابني : نعم أعلم أن هذه الأمور لا تعجبك،  لكن ماذا عن الأرواح التي تسقط كل يوم في فلسطين وتلك العائلات التي تتشرد من بيوتها ألا تتألمين من أجلها ..؟؟!!


فقلت له على الفور : طبعا إنني أتألم على كل روح تموت في هذا العالم  بسبب سياسة شريعة الغاب مهما كانت جنسياتهم أو دياناتهم ، بالنهاية نحن لسنا هنا لنقتل بعضنا البعض ...


ثم قاطعني قائلا : لقد وصلنا ....


فقلت على الفور : وصلنا إلى أين يا  77 ؟!!

فأجاب بكل تلقائية : نحن في منزل نتانياهو  ...

فقلت له : نتانياهو من ؟!  وماذا نفعل نحن في هذا المنزل ؟؟!!

فأجابني : سأخبرك فيما بعد ، فقط انتظريني هنا دقيقة ، سأذهب إلى الأسفل  لإحضار ملف مهم جدا من المكتب  .

بينما كنت أقول وأنا أرفع كلتا يدي مستغربة : يا إلهي ما هذا الجنون الذي عند هذا الولد !!

فأجابني من الأسفل رغم بعد المسافة و في صوته نغمة ابتسامة قائلا :

انا أسمعك ... لن أكون أقل جنونا منك يا أمي العزيزة.. ههه .


ما جعلني أسأله وكأنني تذكرت ، فرفعت صوتي قليلا حتى يسمعني وأنا أقول له  : بخصوص هذا الموضوع ،  عليك أن تخبرني من في أولادي أنت ؟!!

لكنه لم يجبني على سؤالي بل قال على الفور وهو يصعد من السلم : لنذهب لقد أحضرت ما أريده .


كان ذلك المنزل جميلا مرتبا بشكل رائع ، لكنه كان مليئا باللوحات الفنية الكثيرة ،و لفت نظري وجود تماثيل كثيرة جدا ، ليسألني  77 قائلا :  هل رأيت تلك التماثيل المصرية ؟؟!! إنها حقا رائعة !!! يا إلهي كم هي جميلة !!؟؟ فقلت له :  لكن تلك الوجوه الخشبية مخيفة ....

فقال لي : إنها وجوه خشبية إغريقية ومنها إفريقية ، لكنها غالية جداا ، زوجته مهتمة بالتحف الأثرية و الألواح ، ومن ضمن تلك الهدايا الفرعونية هدايا جاءت من السيسي  ...أظنك سمعتي هذا الإسم من قبل !!؟؟؟

فقلت له : زوجها أليس مهتما بهذه التحف ؟؟!!

ليجيب على الفور : إنه مهتم فقط بالأوراق .. و المستقبل ..


في هذه اللحظه بينما كنا نهم للإنتقال من مكان إلى آخر سمعنا صفارات إنذار تعم المكان ، لقد كانت أصواتا مخيفة جدااا ..


استيقظت من النوم وأنا مفزوعة ، وكنت ألهث 

فقلت :  يا إلهي ما هذا المنام المرعب ....!!!

نظرت إلى الساعة الضوئية أمامي فكانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرا .

 

ثم قلت في نفسي : ماهذا الحظ ياربي ،  لم أنم طوال أسبوع ،  وعندما أنام أشاهد حلما مروعا .. تبا لهذا الحظ ... كانت الأسئلة تدور في رأسي بلا توقف وكأنها معصرة زيتون ...  تعصر زيتونة بعد زيتونة ...

كيف يعقل أن يكون 77 ابني ولم أتعرف عليه ؟؟!!

ومن في أبنائي هو ؟؟!!


مر أسبوع  تقريبا على آخر لقاء لي معه ، ترى متى ألقاه مرة أخرى ؟؟!!!

فلدي العديد من الأسئلة التي تريد إجابة وافية و شافية ،

 يا إلهي أغثني !!


بينما كنت أقرأ الأخبار لأعرف ماذا يجري  حول العالم ، و أنا في مكتبي بالعمل سمعت كأن  أحدهم يفتح  الباب ،  في بداية الأمر ظننتها سكرتيرتي الخاصة ، لكنها لا تدخل علي دون إذن مسبق ...فجأة أطل وجهه من الباب ، يالها من مفاجأة إنه ( 77 )!!!

لكن  في هذه المرة كانت الدماء تغطي يده اليمنى ، لقد أرعبني ذلك المنظر ، فقمت من مقعدي مسرعة وأنا أسأله:  ما الذي حصل ؟؟!!!

لكنه أجابني ببرودة أعصاب قائلا : لا تقلقي لن أموت ، إنه خدش سطحي بسبب رصاصة طائشة ،

فقلت له و أنا أحملق في عينيه : كيف رصاصة طائشة؟؟؟  أين كنت؟؟؟ ومن فعل هذا ؟؟؟  ألا يجب أن تذهب إلى طبيب ؟؟!!


فأردف قائلا  بنفس بروده وهدوئه : لقد كنت في بيروت اليوم ،  في مهمة مستعجلة ،  فصادفت إطلاق نار من أشخاص مندسين بين المتظاهرين ،  كانوا يطلقون النار على الجيش وعلى المحتجين أيضا ..

فسألته : ومن وراء هذا الفعل ؟!

فأردف قائلا : لقد كانوا ملثمين ، سمعت منهم من كان يتكلم بلهجة لبنان الجبلية، ومنهم من كان يتحدث باللغة الفارسية .. 

كلهم كانوا مسلحين ، كانت مهمتهم تأجيج الأوضاع في لبنان أ كثر .

فقلت : وأنت ماذا كانت مهمتك في لبنان في هذه الفترة الحرجة ؟!

ليردف قائلا بتلقائيته وهدوءه المعتاد  : كنت أبطل مفعول قنبلة داخل مجلس النواب أو الوزراء لا أعرف ماهو بالظبط لم أتبين ماذا كان ،  لكن كانت هناك قنبلة على وشك الانفجار  ...  وكان الهدف شخصا واحدا ، وكانت الضحايا ستكون مثل الذباب الذي سقط على الأرض إثر تعرضه لمبيد حشرات ... إنها كارثة .. 


فسألته : هل يعني أنك أبطلت مفعول تلك  القنبلة ؟؟!!

فأردف على الفور  وهو يرفع في وجهي تحية عسكرية ممزوجة بابتسامة : نعم لقد تمت العملية بنجاح ، فلا تقلقي سيدتي ..

ثم استطرد وهو يقول : و مع ذلك فإن المشاكل لن تتوقف ، فالشبح قد أصدر الأمر بالتحرك من خلال الخلايا النائمة ،

فقلت على الفور : خلايا نائمة !! ماذا يعني هذا ؟؟!!


فقال وهو يضحك كعادته : هههه مرحبا بك في العالم المظلم ، أنسى أحيانا أنك لا تدركين مثل هذه الأمور ، لكن كوني متأكدة فمع الوقت كل شيء سيكون واضح جداا بالنسبة لك ..

إنها خلايا داعش النائمة التي ستبدأ في التحرك في العراق والشام و أفغانستان وباكستان والهند و روسيا ومصر وتونس وليبيا واليمن و إيران و ألمانيا.. وهولندا ..وفرنسا ..

لذا خلال الأيام القادمة ستكون هناك عملية كبيرة في العراق والشام ...

فقلت : يا إلهي احمنا ،  هل أنت متأكد ؟؟!  ألم يقولوا أنهم تخلصوا من داعش ؟!!


فقال لي وهو يبتسم : عزيزتي الكاتبة هل يعقل أن يتخلى الإنسان عن صوابع يديه ؟؟!!

أكيد لا .... إذا إسم داعش هو إسم العملية،  بمعنى أن يتم التخلص من ألف شخص كي يتم إحضار ألفين آخرين  .

فقلت له : حسنآ ما أخبار المغرب من كل هذا ؟؟!! 

إنه بلدي وبلدك أيضا ، لا تنسى ذلك ، ألست إبني ؟؟!!


فقال : نعم أعلم أنه بلدي ... لم أنسى لكن لا تقلقي ، فالمغرب سيكون بعيدا نوعا ما عن بعض المتاعب ... لكن هناك من يريد أن يخلق احتجاجات وسط الشعب و حصول بعض المشاكل ،  غير ذلك لا جديد و لا أكشن ، فقط أسعار العقارات هي التي ستهوي و هناك مواد غذائية سترتفع قليلا .. وهناك من يريدون إعادة الاحتجاجات إلى منطقة الريف مرة أخرى ....

ثم قبض على ذراعه فجأة ، ما جعلني أسأله على الفور : هل تتألم  من تلك الرصاصة ؟؟!!

 

فأجابني : لا ... إنه جرح بسيط ، لا تقلقي ...


ثم قلت له : في آخر مرة التقينا كنت قلت لي  أننا سنلتقي في ألمانيا أليس كذلك ؟؟!!

فأجابني : نعم لايزال موضوع ألمانيا قائما لكن  مهمة لبنان  كانت مستعجلة. ..

ولا تزال هناك مهمة أخرى مستعجلة وخطيرة ....


فقلت له : مهمة ماذا ؟؟!!

فقال : لم تصلني الأخبار التي تؤكد المعلومات التي لدي ، لكنني أظن أنهم وضعوا قنبلة في مجلس الشيوخ الأمريكي ، فقلت وأنا مستغربة : يا إلهي ماذا يحصل لهذا العالم ، أحداث وراء بعض !!!

ثم قلت له : ألن يكون هناك خطر على حياتك ؟؟!! أريد الذهاب معك لن أتركك هذه المرة ...

بينما هو كان يحرك ساعته يمينا وشمالا مسكت في يده وكأنني أخاف أن يختفي ،  فنظر إلي و قد اكتفى بابتسامته ....

و على الفور انتقلنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأجد نفسي في قطار متجه نحو شيكاغو  يحمل رقم 98 و كانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا .....

سألته لماذا نحن في هذا القطار ؟؟!!

ليجيبني قائلا : سوف تعرفين خلال الأيام القادمة...

فسألته : هل أكتب عنه ؟! هل سيحصل شيء لهذا القطار ؟؟!!

فقال لي : اكتبي فقط أيتها الكاتبة ، و دعي الباقي لي ، و لا تشغلي نفسك بالتفاصيل  ..

فقلت : حسنآ طالما نحن نجلس إلى جوار بعضنا البعض في هذا القطار ، هيا أخبرني من في أولادي أنت ؟؟!!


فنظر إلي بعينين يلمعان بوميض و ينبعث منهما شعاع غريب وهو يقول : أنا أول أولادك  ، يعني أنا البكر يا أمي العزيزة ...


مما جعلني أستغرب و أنا أقول له : كيف أنت البكر ، أنا أنجبت فتاة في أول حمل لي فكيف تكون أنت البكر ؟؟! 


ثم نظر إلي و هو يكمل حديثه ثم قال : لم تنجبيني في المستقبل يا أمي بل في الماضي الذي كان حاضركم أنت وأبي ، قد لا تتذكرون بعض الأمور لأنكم تعرضتم لمسح الذاكرة ،  لكن الحقيقة لايمكن أن تختفي مهما طال الزمن .. لذلك يا أمي العزيزة أنا في البداية أخفيت عنك  عندما أخبرتك أنني من المستقبل ، لأنني في الحقيقة جئت من الماضي .... ولأنني في حاضرك سأكون أكبر منك سنا ، لذلك قد تستغربين كيف أكون إبنك وأنا أكبر منك ..

ثم سمعت صوته يأتي من بعيد : أمي العزيزة هل تسمعيني ؟؟!! هل أنت معي ؟؟!!


يا إلهي لقد اسيقظت من النوم ، لكن هذه المرة  نمت في غرفة المكتب ...أبدو متعبة فغلبني النوم ، لم أفعلها من قبل ماذا حصل !! كيف نمت هكذا !!!


و تذكرت ما كنت أراه في ذلك الحلم ثم قلت : اه اه يا  77  لقد أعدتني من القطار مرة أخرى دون أن أعرف الحقيقة الكاملة  تتركني في حيرة من أمري دائما  .


هل كان كل هذا حلما ليس إلا ؟؟!!


ترى ما هو إسمك ...

ماذا حصل في الماضي حتى لا أتذكر أن لي أولادا ؟؟!! و بهذا الجمال والذكاء و الشجاعة ، وفجأة سمعت طرقات على باب مكتبي ثم عدلت من جلستي و لمست حجابي كي لا يكون قد انتزع ، ثم قلت : تفضل ادخل ، فدخل ذلك الشخص الذي عندما أراه يفرح قلبي و تتسارع نبضاته ، إنه زوجي العزيز ..

 نهضت من خلف كرسي المكتب و أسرعت لاستقباله بينما هو كان يغلق الباب ، ثم التفت إلي و حدق بي وفجأة تذكرت 77  ، ياإلهي !!! نفس نظراته و سحنته ، حتى نفس ابتسامته .


.

#بقلم : #ريم_الشاذلي

بتاريخ 12 غشت 2020


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلسلة حوار ساخن #أرض التيزيون# السجلات الأكاشية #نهر الحياة #الخاتم المفقود#شجرة الخلود#رسالة مجهولة1330

رواية " مرآة الزهورين" ...الجزء الاول

من هم الزوهريين ؟