حكاية الجني الازرق ...الجزء الاول
#حكاية_الجني_الأزرق
#الجزء_الأول
#يا_بيروت_جمالك_جمال!!!
تبا لكم أيها الأوغاد يا له من عالم غريب !!
الحقراء يمشون فوق الأرض ، يتمخترون ويتبجحون بغدرهم وحقدهم وقلة أصلهم .
والطيبون يرقدون تحت الأرض في صمت رهيب وقد تركوا ورائهم عيونا تبكي وقلوبا في شغافها تربع الألم .
إنه حقا عالم أحمق يحكمه حفنة من المجانين .
أظن أنني سأغادر هذه الكنيسة العتيقة وسأذهب إلى إسطنبول لعلني هناك أجد السلام ..
في هاته اللحظة كان حارس الكنيسة ( نيكولاس ) ينظر إليه ، ( نيكولاس ) رجل من الإنس له مقدرة على رؤية عالم الجن و الأموات ، حتى كانوا يسمونه ( نيكولاس المجنون ) لأنه كان يكلم نفسه كما يظنون .
اقترب من الجني الأزرق الذي كان غاضبا ، بل كان في قمة الغضب ،
اقترب حارس الكنيسة ( نيكولاس ) وسأل الجني الأزرق قائلا : مابك يا رجل لما أراك منزعجا على غير عادتك ؟؟!
ليجيبه ذلك الجني الأزرق وهو يزمجر غاضبا ويمسح تلك الدموع التي تجري من عيونه الكبيرة وتنزل على تلك الخدود التي حفرتها التجاعيد :
ألا ترى بعينك كيف أصبحت كنسية مريم العذراء ؟؟
لقد جعلوا سقفها يتساوى مع الأرض ، ألا ترى كل هاته الأرواح التائهة في الكنيسة لا تعرف هل تصعد لسماء ربها
أم تظل في الأرض حتى تنتقم ممن كانوا السبب .
وتسألني لما أنا منزعج وغاضب !!!
عجبت لكم أيها البشر الجبناء !!
صرتم أمواتا و أنتم أحياء ...
لكم أعين لكنها عمياء ...
ولكم آذان لكنها صماء ...
إنكم فقط حفنة من الأغبياء ...
تبا لكم وتبا لمن يعيش بينكم ....
حفنة رعاديد جبناء ...
يستقوون فقط على الضعفاء..
حزم أمتعته وخرج من الكنيسة التي كانت محطمة ولم يبقى منها غير ذلك الجدار الواقف هناك ، و تلك الصورة للقديسة مريم العذراء ، ذهب و أخذها وضمها إلى صدره وهو يبكي وكأنه يتألم ألما لم يخلق مثله في هذا العالم البائس .
خرج وهو يلتفت و كلما خطى خطوتين إلى الأمام استدار ينظر بنظرات حزينة ، نظرات لها ألف معنى و ألف كلمة .
أكمل طريقه حتى وصل إلى الميناء وتوقف قليلا وهو ينظر إلى ذلك الخراب الذي عم ميناء بيروت وقال بحسرة وهو يتنهد : اااه يا لبنان اااه يا بيروت ، دخلت الضباع و الجرذان إلى المزرعة ولن تخرج بعد اليوم .
اااه يا بيروت الجمال قتلوا شبابك وحصدوا روحك و أرواح الأبرياء من أولادك ولم يشبعوا ولن يشبعوا .
ااااه أيتها الكنيسة العتيقة ، ياصفراء اللون و يابهية المنظر ، يا من ضمت اليتامى والمساكين ، اليوم ترقد تحت هذا الركام أرواح بريئة .
لم أخرج من بيروت منذ أربعة آلاف سنة ، كانت لي هي الحبيبة والرفيقة ، اليوم دمرتم كنيستي و حطمتم جدران مملكتي ، كان الله معك أيتها العزيزة ، تأكدي أنني سأنتقم لك .
هكذا ختم الجني الأزرق كلامه واتجه نحو ( آية صوفيا ) لعله يجد السلام ....
لكنه ما إن وصل حتى وجد الدخان يعم المكان و قد تفجرت الجدران ، هناك وجد ( الحمار ) يهرول في الشارع الكبير و على ظهره ( صرصور صغير ) و ( كلب مسعور ) ، عرف أن من فعلها في بيروت يريد تكرارها في اسطنبول ، ازدادت وجنتاه زرقة من شدة الغضب ثم حضن صورة مريم العذراء بشدة ونظر إلى السماء وهو يقول : هل أنا منحوس يا آلله ؟؟
هل يعقل أن يحصل هذا معي و أنا الذي في العشق ذاب كالملح !!
هل يعقل أن يحصل هذا معي وأنا في الملكوت تهت و انتهيت كالشمعة التي من حبها ذابت من خجل ، وفي الليل سادت همسات مع ملائك الأرض والسماء !!
يالله إذن لي ..يالله إذن لي .. بحق المسيح إذن لي ..بحق أحمد إذن لي .
إلى أين يا عذراء !!!!!
هل أذهب إلى كنيسة أثينا !!!!
أم إلى كنيسة الملك !!
لا بد أن أشتكي إلى الملك الأبيض ؟؟
و لابد أن أخبر الملك الأخضر ؟؟
فقد بدت علامة من علامات ظهور القادم المنتظر !!!
صدق من قال بعد نظر وعبر : البَشَرُ مَدَرٌ لا يَخْلُو مِن كَدَرٍ، فمَنْ نَظَرَ إلى الخَلْقِ هَلَكَ ،ومَنْ نَظَرَ إلى الحَقِّ سَلَكَ ومَلَكَ .
#بقلم #ريم_الشاذلي
تعليقات
إرسال تعليق