رواية " حراس المعبد أنخريتوس " ...الجزء الثاني .

 #_حراس_المعبد_أنخريتوس_#

#رواية

📜📜📜📜📜📜

#الجزء_الثاني

📩📩📩📩📩📩

#العشاء_الأخير

✒️🖌


كان عشاء لليلة و احدة فقط، فصار و كأنه رابط مقدس لأجل غير مسمى ،

فهذا العالم يشبه الغوص في أعماق بحرٍ داكن مظلم ، فلا تدري أي الأسرار يمكن أن تلمحها عيناك لتثير فيك شعورًا زائدًا بالغموض يقابله صمت مطبق .!!!

كما قد لا تدري ما هو الدليل الذي يمكنك العثور عليه في محاولة لفك لغز سطوة هذه العوالم الخفية !!

سوف أسألك سؤالا أيها القارئ !!!

هل تتذكر ذلك العشاء في قصر العجوز
( كمورو بتهاون ) عندما طلب مني أن أشاركه و جبة العشاء ؟؟!!

وفي جو يلفه الرعب و الغموض !!
أظنك تتذكر أليس كذلك ؟؟ !!
رائع إذن ..

إذا لا زلت تتذكر جيدا ذلك اليوم ،
يالك من قارئة !! ويالك من قارئ !! أنتما رائعان ، إنكما خارقان للعادة ،
إنها الحقيقة و ليست مجاملة .

حسنآ ذلك اليوم لم أخبركم من كان يشاركنا وجبة العشاء !!

هل تعلمون لماذا ؟؟!!

لأنني أعشق كلمة ... ( صدمة ) !!
الصدمة التي تجعلك تفتح فمك هكذا ..ويتدلى ثغرك حتى نهاية الفك السفلي !! و كأنك تلقيت ضربة موجعة على رأسك !!
ذلك لتعلم جيدا أن الأسرار لا تقال كلها ، بل تتقسط جزءا جزءا و بمنتهى البساطة ، فدائما على مر العصور يخبرونكم فقط بما يريدون و يخفون عنك ما يريدون !!!
فيتم تحريف التاريخ و التلاعب به على مدى أجيال و أجيال .

لكن لا تقلق فهناك دائما جنود ملثمون يحاربون الشياطين أينما حلوا و ارتحلوا ، فيحفظون بذلك التاريخ الحقيقي في أوراق من الزمرد الأخضر و ينقشون أسماء المختارين و المختارات من الصابرين و الصابرات في
( لوح إدريس و آدم ) .

فمن يدري قد تكون واحدا منهم !!!
وقد تكونين أنت واحدة منهن !!!
فمن يدري ؟؟!

لا أحد يعلم مآلات الأمور ..صدقني ..
فقط لا تخسر نفسك ولا تجعل غريزتك الحيوانية تسيطر عليك فتقتلك و تدخلك في غياهب الجهل و الرذيلة و الإنحراف لتجد نفسك في نهاية المطاف على حافة الهاوية بلا رجوع أو غفران .

على أية حال ..

سأخبرك بما لم أخبرك به في ( العشاء الأخير ) ،
في ذلك اليوم كان هناك إحدى عشر شخصا غيرنا أنا و العجوز ، و كانوا على هيئة بشرية رغم أنهم ليسوا كذلك ،
وكانوا يجلسون على كراسييهم و لا يتحدثون ، إلا واحدا منهم ، كان ذا هيئة ضخمة و كان يترأس الطاولة.. أظنك تراه ، إنه هناك يرتدي عباءة سوداء برأس كالجدي و قرون كبيرة كالثور ، عيونه سوداء تماما لا بياض فيها ،

أظنك عرفت من يكون ؟؟!!

إنه ( لوسيفر ) الذي يحكم العالم السفلي عالم الجحيم ..، كانوا يجلسون بلا حراك ، و ما أن بدأ العجوز ( لوسيفر ) بتناول
وجبة العشاء حتى صار العشرة أنفار
و العجوز ( كمورو بتهاون ) يأكلون بشراهة لافتة و كأنهم لم يأكلوا في حياتهم قط ،

إنتظر لحظة !!!

أظنك تراهم الآن. ..وترى كيف يأكلون بأيديهم و ظوافرهم المقززة و أسنانهم الحادة ؟؟!!
هل ترى تلك النظرات المرعبة التي ينظرون بها إلينا الآن يا عزيزي القارئ ؟؟!!
و كأنهم لم يروا بشرا من قبل !!!

هل ترى ذلك ؟؟!!

أعتذر أنني أدخلتك معي في أجزاء الرواية فأنت لم تكن ولدت بعد !!

أقصد أنهم ينظرون إلي أنا فقط !!
لذلك لا تخف ... فهم لا يعرفونك !!!
أو قد يكون العكس ... فمن يعلم !!!

على أي حال لا يهمني !!

يالك من رعديد مرتعب و جبان .. تخاف من الجن و الشياطين و من عالم الظلام و في نفس الوقت تتلهف لمعرفة أسرارهم و خفاياهم .

تلعنهم و في نفس الوقت تتشوق لرؤيتهم و رؤية أشكالهم و سماعهم كيف يتحدثون !!

أليس غريبا ؟؟!!
هل أنتم مرضى نفسيون؟؟!!
أم تعانون من الشيزوفرينيا ؟؟!!

حسنآ ...!!!

الجدال لا طائل منه فأنا أرى تلك اللهفة التي تأكلك و تتخبطك يمينا و شمالا و تريد أن تعرف المزيد حتى لو شتمتك بأقبح الشتائم فسوف تبتسم و تكمل قراءة الرواية حتى النهاية .

تقول في نفسك الآن أنا لا أخاف منهم بالعكس هم من يخافون مني !!!
يالك من لص عجيب و متعجرف ...!!!

هل رأيت !!
إنك تبتسم أيها المتعجرف الصغير !!!!

في تلك الليلة كان العشاء الأول و الأخير مع تلك المخلوقات الشيطانية التي ظهرت فجأة على كراسي المائدة من العدم ،
إنهم يأكلون بشراهة كبيرة لا يتحدثون ، لا ينظرون إلى بعضهم البعض و لا يبتسمون ، فقط يغمغمون و يلتهمون و يختلسون النظر إلى أطباق بعضهم البعض ..

( كأولاد" شمشوم " فتوة " بولاق الدكرور " عندما يكونون حول المائدة ..)

نعم إنهم وحوش بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، عندما أكملنا العشاء ملؤوا الكؤوس بالدم و النبيذ و طلبوا مني مشاركتهم ، إلا أنني رفضت رفضا قاطعا ، لكن العجوز ( كمورو بتهاون ) قال لي وقتها : إذا أردت الخروج من هذا القصر و أنت على قيد الحياة و الذهب ملك لك فعليك تنفيد ما يقوله كبيرنا .
في تلك اللحظة رفع ( لوسيفر ) البغيض كأسه قائلا :
" اشربوا منها كلكم هذا هو دمي للعهد الجديد و الذي يمنح الحياة الأبدية"

بدون تفكير أغمضت عيناي و شربته دفعة واحدة لكي أتجنب مذاق الدم من " دم عذارء " كانت قربانا في تلك الليلة المأساوية .

بعدها طلب مني ( لوسيفر ) البغيض رسم لوحة تكون تذكارا و تخليدا لهذه الليلة ، و أن أكون أنا من ضمنها كضيف شرف .
و لأن الرب المجيد أنعم عليا نعما كثيرة و من ضمنها الرسم و الزخرفة و غيرها ، رسمت لوحة لذلك العشاء الغامض المرعب بدون أن أصدر صوتا أو أنطق بحرف واحد و كأنني أخرس ، فقط كنت أقول في نفسي لماذا أنا لماذا ؟؟!!

و لكن ( لوسيفر ) البغيض كان و كأنه يسمع ما يجول في عقلي و أنا أرسم تلك اللوحة ،
ليتحدث قائلا : بصوته المرعب و كأنه صوت ثور أو وحش من وحوش البراري :
قال جملتين فقط و انصرف في لمح البصر ،
قال :
( و لأنك تهمني ستبقى هنا )
( و لأنك لم تتمم المهمة فلن ترحل )

ماذا كان يقصد بهذه الجملة ؟؟!!

جملته هذه ظلت لسنوات لا تفارقني ،
و لم أعرف معناها و مغزاها إلا بعد سنين ، و ظلت تلك اللوحة معلقة في ذلك القصر إلى اليوم الذي خرجت فيه للعلن ،
و سميت بلوحة ( #العشاء_الأخير ) .

بعد أربعين يوما في تلك الغرفة السوداء سجنت بعدها في العالم السفلي لقرابة خمسين سنة ، نعم كما تسمع تماما أيها القارئ المسكين !!!
هل كنت تظن أنني كنت أستمتع بالأموال و القصور و النبيذ و الحسناوات التي وعدني بها العجوز ( كمورو بتهاون ) ؟؟!!
لا ....
لا ....
لا... يا عزيزي إنه محتال كبير ، لقد خدعني بامتياز .
و ها أنا الآن في هذا العالم السفلي السحيق " أتنعم " بالأفاعي كزوجات و عشيقات ، لا يعرفون شيئا في هذه الحياة سوى ممارسة الجنس ليلا نهارا !!

ماذا تقول ؟؟!!

هل تقول أن ذلك : مقرفا ومقززا .
نعم
و هل تظن أنني كنت أفعل ذلك بإرادتي ؟؟!!
إذا أنت مخطئ تماما يا عزيزي !!

لأنك هنا تفقد كل شئ
تفقد كل حواسك البشرية
تفقد السيطرة على نفسك
تشك في قواك العقلية
تفقد الأمل في الحياة
تتمنى الموت و لا تجده أبدا ، لأنهم حولك دائما ... يراقبونك في كل لحظة .

سأقول لك سرا لم أقله لأحد !!
هل تعرف ما هو ؟؟!!
هل حقا تريد معرفته ؟؟!!
فقط أسألك من باب الحيطة !!
حسنا إنك مصر على معرفة السر ،
إسمع إذا ....

لقد كانوا يقومون بأكل البراز الذي يخرج مني ... نعم ... !!!

تخيل الأمر !!!

لقد كانوا يقولون لي أن برازك مثل الشكولاطة !!! ععع

و الكارثة أنهم كانوا يتهافتون و يتقاتلون عليه ...بل الألعن من ذلك ، هو أنه يكون يوم احتفال عندهم ، بحيث يأكلونه و يمارسون الرذيلة بكل سعادة ، كما يفعلون الآن في طقوس عبدة الشيطان و الجمجمة في عالم الإنس.. إنها الطقوس ذاتها ..الطقوس الشيطانية المعلومة ، التي تجعل منك " عبدا " " مؤمنا " و " " وفيا " لهم .
و قتها لم أكن أعرف ماذا تعني كلمة ( شكولاطة ) ؟!!

ليس كاليوم صار الجميع يعرفها و يأكلها !!
لكن أنا حتى بعد معرفتي بها لم أتذوقها يوما لأنها تذكرني بهم و بتلك الأيام التعيسة ، لذلك لم أتذوق ( الشكولاطة ) يوما من حياتي الطويلة .

في ذلك العالم لاشيء كان يهون عليا تلك الحياة سوى ابنتي ( ليونا ) البشرية و التي كانت أمها من الجن و ليست من الشياطين .
هذه المعلومة جديدة عليك عزيزي القارئ

نعم لقد عرفت ذلك فيما بعد انا أيضا ، عندما مكثت معهم كل تلك السنين ، وقتها عرفت أن أم ( ليونا ) كانت جنية أصلية ولم تكن حية رقطاء ، لقد كانت متشكلة فقط ، كان أبوها من الإنس و أمها كانت من الجن ، و قتها سألتها لماذا أنتي هنا ؟؟!!
فقالت : لأنني مجبرة مثلك تماما .

نعم ( ليونا ) هي وحدها من كانت تهون عليا مشقة وصعوبة تلك الحياة المريرة بقوامها البشري ، كانت تشبهني كثيرا وكأنها نسخة طبق الأصل مني ، حتى أنها ورث مني حب الرسم و الزخرفة و العلوم ،
كانت أحياناً تداعب شعري عندما أكون حزينا و مهموما و تقول : يوما ما ستخرج من هنا يا أبي و ترى تلك السماء الزرقاء و النجوم الساطعة ، يوما ما ستشتم رائحة الهواء العليل الذي يستمتع به أهل الأرض ، لكن رجاء لا تنساني هنا في هذا العالم السفلي لقد سئمت منه و من شعبه .

نعم إنها ابنتي ( ليونا ) تذكروا إسمها جيدا !!! فسوف تأخذكم الصدمة مأخذا كبيرا عندما تعرفون من هي على الحقيقة ، لأن تسعة أعشار سكان الأرض سمع بها أو رآها...

إحفظوا إسمها إذن إنها ( ليونا ) .

وجودها كان يمنحني دافعا قويا لعدم الإستسلام ، لذلك كنت أحياناً أتجول وسط الصخور القاتمة لعلي أجد مخرجا نهرب منه أنا وابنتي ، حتى وصلت في يوم ما إلى فوهة تجويف صخري ، وقفت أمامه لبرهةٍ وكنت أنحني للأمام والخلف محاولًا استكشاف أي شيء في داخل تلك الفوهة، لكن الظلام المهيمن كان يمنعني من ذلك ، وفجأةً أشرق في نفسي شعوران متناقضان ، الخوف والرغبة ، الخوف من ظلام الكهف المخيف ، والرغبة لمعرفة ما إذا كان أي شيء عجيب
داخله ، لكن إصراري جعلني أدخل إلى تلك الفوهة التي ما إن دخلتها حتى سمعت تلاطم الأمواج ، إنه البحر..!! رميت نفسي بدون تفكير لأجد نفسي في كهف مظلم و بداخله حوت متحجر ، ومجموعة من القواقع البحرية التي بقيت أخاديدها الهندسية العميقة محفورة على مر العصور هناك ، و لا شيء هناك... لا بحر و لا ضوء و لا أمل.. إنه السراب .. والسراب فقط ، حتى أنني خلدت ذكراها في صفحات من مذكراتي ، و لقد كان يحرس الكهف مخلوقات أسطورية كانت تسمى ( النوتيلوس ) و أحيانا يطلقون عليها إسم ( عذراء الصخور ) ،

ماذا كانت تحرس لا أعلم !!!
لكنها كانت تمنع الشياطين أو أي مخلوقات أخرى من الإقتراب من تلك الفوهة ، إلا أنا و ابنتي ( ليونا ) فلا نمنع من الدخول ، كنا نذهب إلى هناك من حين لآخر لنسمع أمواج البحر المتلاطمة رغم عدم وجودها ، فقط كان يوجد صوتها ، لكنها كانت تخلق في نفسي شعورا بالراحة و أنا مغمض العينين .

و عندما كنت أسأل ابنتي عن سر هذه الفوهة كانت تقول :
إنها ( فوهة الأبعاد المحرمة )


الآن أنت تفكر مع نفسك و تقول :
هل بطل الرواية هذا ظالم أم مظلوم ؟؟!!

و كأنك صرت تتعاطف معي أليس كذلك ؟؟!!

صدقني أنا نفسي لم أعد أعرف هل أنا ظالم أم مظلوم، حقا إنها فلسفة عميقة !!!!

بعد تمام الخمسين سنة في تلك العوالم السحيقة ، استطعت الخروج إلى عالمي الأرضي ، لقد كنت متلهفا متشوقا لكي أشتم تلك الروائح الزكية من أشجار و زهور و مأكولات طيبة ، يغمرني الحنين و الدفئ لخبز أمي و حنان أمي ،
هل هي على قيد الحياة أم ماتت ؟!!
لست أدري ، وعندما أتذكر يعتصر الألم صدري .

و لكن هيهات ثم هيهات !!!

وما إن خرجت لدقائق حتى وجدت ( الشيطان حرقوص ) يقف بجانبي ويطلب مني الذهاب معه على الفور إلى قصر ( الشيطان قيسوس ) ، لأن هناك اجتماعا في قصره المتواجد في ( البحر الأسود ) ، ركبنا الريح بسرعة فائقة حتى وصلنا إلى القصر الذي يوجد بين الجبال السوداء ،

لكن مهلا ، انتظر لحظة !!!

هل تظن أننا ركبنا سفينة و هي التي أبحرت بنا إلى القصر ؟؟!!
و فهمت ذلك من عبارة
( ركبنا الريح ) ؟؟!!

لا يا عزيزي القارئ !!

بل فعليا ركبنا الريح كل تلك المسافة ولم تمسسنا نقطة و احدة من الماء طالما نحن لا نريد ذلك .

و الآن سوف أسألك و أنت سوف تجيبني !!

هل ترى تلك الجبال السوداء هناك ؟؟!!
نعم هناك هي بنفسها ... رائع لقد رأيتها !!
حسنآ ...
هل ترى ذلك القصر الأسود ؟؟!!
و قد غطته تلك السحب الرمادية من كل الجهات ؟؟!!
نعم هناك في الوسط تماما ،
إنه من الزجاج الأسود ،
إنه قصر عظيم و بناء كبير ،
نعم إنها الحقيقة ،
هل تراه كيف يلمع كلما داعبته أشعة الشمس المسائية ؟؟!!
ورغم بشاعة من يسكن هنا إلا أن " الشمس " و " البحر " يمنحان هذا المكان رونقا و سحرا عجيبا .

وهناك ..هل ترى أولئك إنهم من بنوا ذلك القصر ، إنهم " البناؤون " فهؤلاء هم من كانوا يقومون ببناء القصور و الطرقات و المعابر الزجاجية ( لنبي الله سليمان ) ، فقد كانوا خدامه وتحت إمرته ، إنهم من فئة البنائين الغواصين و هم نوع من أنواع الجن ، فليس كل الغواصين شياطين !!
لا .... أبدا ....من يقول مثل هذا الكلام فهو كاذب أو جاحد أو غبي أو صعلوك لا يفقه شيئا في أمور الجن و الشياطين و أخبارهم و أجناسهم و أنواعهم وأعدادهم !!!

على أية حال فنحن وصلنا فترة " آخر الزمان " حيث تكثر " الصعاليك " المتشكلة في صور القديسين ، فكل صعلوك صار راهبا و قديسا أو شيخا ، و الكل صارت لهم بركات و كرامات يتناقلها الأتباع ، لكن لا أحد رأى لهم كرامة أو قدرةو لا حتى علما أو عرفانا !!!

ليس موضوعنا ....لنعد لذلك القصر هناك لقد وصلنا تقريبا !!
هل ترى ذلك ؟؟!

ركز معي أرجوك فأنا أعطيك الحقيقة التي طالما بحثت عنها و لم تجدها !!
لذلك ركز ...!!
و دعك من الإشعارات التي تصلك بين الفينة و الأخرى على هاتفك !!!

ركز معي جيدا ، لأنها المرة الأخيرة التي سأطلب منك ذلك !!

انظر هناك عند نهاية البحر ، إنه غروب الشمس ، هل ترى ذلك المنظر العجيب ؟؟!!
لقد اشتقت إلى منظر غروب و شروق الشمس ،
فالعالم الذي كنت فيه ليس فيه شمسا ولا وجود فيه للقمر أو للنجوم ، إن هي إلا سماء حمراء شاحبة ، و ليست هناك زرقة أو خضرة أو ألوان ....
إنه العذاب بعينه ....
عذاب للعين التي تعودت على رؤية الجمال ، و عذاب للقلب و الروح اللذان تعودا على الحرية في عالم الرب العظيم .

فهناك حتى الأحلام لا تقترب منك
إنه الجحيم بعينه ياصديقي .
.....
لقد وصلنا !!!
هل ترى ذلك العدد المهول من الجن و الشياطين ؟؟!!
إنهم يحرسون القصر ،
هناك خمسة أصناف من الجن و الشياطين على الأقل يعملون هنا ،
( الغواصون ) ومهمتهم مراقبة البحر تحسبا لقدوم أي قوة معادية لهم من خلال البحر ، هل تراهم ؟!!
إنهم يشبهون الأسماك لهم زعانف و عيون جاحضة إلى الأمام ، و أنوفهم بها ثقبين فقط ، كذلك آذانهم ليس لهم سوى ثقبين أيضا بلونهم الأخضر الشاحب المائل للإصفرار .
و الآن هل ترى تلك الوحوش الطائرة فوق ؟؟!!
نعم هناك ... إنها طيور ( النخاشوش )، وهي شياطين تشبه ( الخفافيش ) في هيئتها ، إلا أنها عملاقة و بأجنحة سوداء كبيرة ، وهي تحرس الجو من أي هجوم أو إستهداف .
و هناك أيضا شياطين ( البهلاق ) و هم شياطين بأجساد ضخمة لا تعرف الرحمة لها أسنان حادة كأنياب الضباع ، تحرس السلالم المؤدية إلى باب القصر ،
عدا عن أنواع أخرى من المخلوقات المقززة .

دعك منهم كلهم و ركز معي أنا فقط حتى لا يغسلون دماغك و تتوه مني في هذا العالم .

لقد وصلنا.. ها نحن في قصر ( الشيطان قيسوس ) أخيرا ...

إنه قصر زجاجي أسود و مغطى بالمرايا بكامله ، جدرانه .. غرفه .. ممراته .

لقد وصلنا إلى قاعة الطعام أنا و ( الشيطان حرقوص ) ،

هل ترى ما أراه ؟؟!!

هناك ...تلك الطاولة العملاقة و تلك الكراسي من الزجاج .. الصحون
و الكؤوس أيضا !!

إنه منظر عجيب ... لم أرى مثل هذا في حياتي .

......هل تسمع !!
إنها خطوات قادمة نحونا !!
اختبئ أيها القارئ لا أريد أن يراك ( الشيطان قيسوس ) إنه يشتم روائح البشر عن بعد أينما كانت ،

ماذا تقول ؟؟!!....

أنت لا تعلم هذا ... أليس كذلك ؟!!

طبعا لا تعلم ..

لقد كانت روحك معي هنا قبل قليل و هي تتجول مبهورة مما تراه و تسمعه !!
لذلك اختبئ بسرعة .

ماذا أرى هنا ؟؟!!

إنه العجوز ( كمورو بتهاون ) برفقة اللعين ( الشيطان قيسوس ) و معهما شخص ثالث.. ترى من يكون ؟؟!!

عزيزي القارئ ، ركز معي جيدا الآن ، فما ستراه سيغير لديك كثيرا ، لأنني سأجعلك تسمع حوار تاريخيا يدور في غرفة اجتماع خاصة في قصر ( الشيطان قيسوس ) ، هذا الحديث سيجعلك تفكر بشكل مختلف... مختلف تماما .

ركز جيدا إذن ، لأنها لحظة مهمة في حياتك ...سأنقل لك الحوار كما هو ، فأنا لا أستلطف الحوار الكلاسيكي " أردف " و " أجاب " و " رد قائلا " و " قال له " ...لأننا لسنا في " روضة أطفال " ، لذلك سأنقله كأنك تسمعه بأذنك يا صديقي .

✒️🖌
( #حديث هام في غرفة الإجتماع# )


العجوز ( كمورو بتهاون ) :
أراك هنا أيها الوسيم ؟!!

( الشيطان قيسوس ) :
أنا من طلبه إلى القصر ، فهذا الوسيم ( جامون ) هو حارس الكتاب .

مهلا ...!!!!!

أظنك لم تنسى إسمي أيها القارئ أليس كذلك ؟؟!!

فأنا من يحدثك منذ بداية الرواية !!! وليست الكاتبة .

لا يهمك الآن ..والآن فقط، إن كان هذا هو إسمي الحقيقي أم لا !! المهم هو أن تستمع إلى هذه المحادثة التاريخية جيدا و أن تنصت دون أن يشعر بوجودك أحد !!


( جامون لومبارديا ) حارس الكتاب :
أنا تحت أمركم سيدي .

( الشيطان قيسوس ) :
هل الكتاب المقدس معك ؟!

( جامون لومبارديا ) حارس الكتاب :

لا يا سيدي ، فقد أخذه السيد ( كمورو بتهاون ) قبل حضورنا إلى القصر .

( الشيطان قيسوس ) :
( كمورو ) أعطي الكتاب ل ( جامون ) ، لماذا أخذته منه ؟؟!

ثم توجه إلى شخص آخر يوجد هناك وقال له :
الكتاب تحت تصرفك يا ( سامري ) و حارسه هو ( جامون ) .

( كمورو بتهاون ) :
لكن يا أخي.. لم يكن هذا اتفاقنا منذ البداية !!!
لماذا تعطي الكتاب المقدس لهذا ( الشاب ) ، ثم تجعل الكتاب تحت تصرف ( السامري ) ؟؟!!

( الشيطان قيسوس ) :
إنها أوامر ( كبيرنا لوسيفر ) .

( كمورو بتهاون ) :
تفضل ، خذ الكتاب أيها ( الشاب الوسيم ) .

ثم قام بإخراجه من تحت ردائه الأحمر المجعد ، و أعطاه له و كأنه مجبر على فعل ذلك و إلا قطعوا رأسه .

ثم توجه( الشيطان قيسوس ) إلى ذاك الشخص الجديد في الاجتماع بالقول :

إنه معك الآن لليوم المعلوم أيها السامري !!
إنه ( الكتاب المقدس ) ،
إنه كتاب الحكم و الملك ،
إنه كتاب معظم عندنا ،
لا يناله إلا من كان منا ،
تعلم منه كل العلوم الموجودة ، لتخرج للناس قريبا في ( أرض الأهرامات ) .

فرجوع ( موسى ) من الغبية بات وشيكا ..
إلى وقتها عليك أن تتعلم كل فنون السحر العظيم التي تبهر بها ( قوم موسى ) و تسحر بها أعينهم .
و إذا أمكنك أن تسحر عيون أخيه ( هارون ) فسيكون ممتازا جداا ..
فلك كل الصلاحية و النفوذ لتخلق " معجزة " لا مثيل لها .

إنها فرصتك الذهبية أيها ( السامري ) لتجعل نفسك حاكما ذا سلطة مطلقة .


( السامري ) ذاك الرجل الجديد في الاجتماع :
لا عليك ... ليس صعبا بالنسبة لي أن أتعلم كل ما فيه في رمشة عين ، و ليس صعبا أن أسحر عيون ( قوم موسى ) بكل سهولة ، لأنهم سذج و أناس هوائيون متقلبون ، و لا فراسة لديهم .
( الشيطان قيسوس ) :
ممتاز ... إذا من اليوم فصاعدا ف( جامون ) هو ( حارس الكتاب ) ، تأخذه معك أينما ذهبت .

( السامري ) : حسنآ

( الشيطان قيسوس ) : إنتهى الإجتماع

( جامون لومبارديا ) ( حارس الكتاب ) يسأل ( كمورو بتهاون ) بصوت منخفض :
من هذا الشاب المدعو ( السامري ) ؟؟!!

( كمورو بتهاون ) :
إنه الشيطان بعينه إنه " الإله " الذي سيحكم العالم و البشرية جمعاء ، كنت أنا من سيحكم العالم .
لآلاف السنين و أنا أعمل على هذا الأمر و في النهاية يعطون الملك و الحكم لذلك ( السامري ) الذي كانت أمه زنديقة تنام مع أخ زوجها و أب زوجها نهارا و تنام مع زوجها ليلا ، و تداعب الحمير و البغال صباحا ،لتنجب في النهاية حمارا يحكم العالم ..
ألست أنا أجدر منه بالحكم ؟؟!!
تبا لهاته الحدبة اللعينة التي تعيق طريقي !!!
حتى هو مفقع العين ، فما الفرق بيننا إذن !!


... أظنك سمعت الحديث أيها القارئ ؟؟!!
و سمعت كم أن العجوز ( كمورو بتهاون ) يموت غيضا من هذا الشاب الملقب ب ( السامري ) ؟؟!!

أظنها فرصتي لإذكاء الضغينة أكثر بينهما... بطبيعة الحال هذه فرصة ذهبية لن أضيعها ..

من ذلك اليوم و أنا لا أفارق المدعو ( السامري ) ، كنت و كأنني ظله ، أذهب حيث يذهب , و أنا أحمل معي ( الكتاب الملعون ) الذي يعتبرونه ( الكتاب المقدس) عندهم !!!

حتى دخلنا قصر ( فرعون مصر ) في إحدى الليالي السعيدة على هيئة " سحرة " لإسعاد الملك ببعض الألعاب البهلوانية التي تسعده و تجعله مسرورا ، و قام ( السامري ) وقتها بأعمال سحر و شعوذة لم يرى مثلها في العباد ، لن أنسى كيف كانت عيون الفرعون و الحاضرين في القصر مذهولة و مصدومة مما تراه و لأول مرة .

و قتها كان ( فرعون مصر ) قد أعطانا ذهبا كثيرا ، و سأل الشاب المدعو ( السامري ) من أنت و من أي أرض أتيت؟؟!!فأنا لم أراك من قبل ؟؟!!

ليجيبه ( السامري ) قائلا : أنا تاجر من ( السامرة ) و يلقبونني ب ( السامري ) ،

ثم سأله ( فرعون مصر ) :
أين تعلمت( فنون السحر ) ؟؟ .

فأجابه ( السامري ) : في( البعد الرابع ) .

و قتها ابتسم ( فرعون مصر ) و طلب منه تعليم سحرة القصر بعضا من الفنون السحرية طوال فترة مكوثه في ( أرض الأهرامات ) .

فمكثنا لشهور طويلة كان ( السامري ) يعلم فيها سحرة ( فرعون ) (فنون السحر ) ، لكن انتبه عزيزي القارئ ، هل تظن أن هذا الشاب المدعو ب (السامري ) غبي حتى يعلمهم حقا ؟؟!!
وهل تظن أنه كان يعلمهم السحر كله فعلا ؟؟!!
لا ...
لا .... بل هو جزء لا يتجزأ من جزء بسيط جداا ،
إنه مخادع كبير !!!

بعد شهور مكوثنا هناك ، كانت المرة الأولى التي كنت أرى فيها ( النبي موسى )
" كليم الرب " ، لقد ارتعشت كل فرائصي عند رؤيته لأول مرة و كأنني كمن كنت محموما ، و لا أعرف ذلك العرق و البرد الذي أصابني وقتها من أين أتى ؟؟!!

(( إنه رجل طويل القامة عريض المنكبين، له عيون كبيرة ذات نظرات حادة ، و لحية مرتخية و قد اختلط فيها اللون الأسود و الأحمر ، وجهه أبيض البشرة تعلوه حمرة ، جمال و بهاء و وقار تحسه عندما تراه ،
كان شديدا و صارما و حازما .. و في نفس الوقت عنده من الحنان ما يجعل الطير ينزل على كتفيه بلا خوف ) .

لكنه في ذلك اليوم كان غاضبا جداا، لقد كان غاضبا من أخيه ( هارون ) .

هل تعرف لماذا أيها القارئ ؟؟!!

لأن ( السامري ) طال وقت مكوثه في ( أرض الأهرامات ) ، و جهز ثورا له خوار ليفتن به قوم ( النبي موسى ) ، وكان مما قال لهم :
" هذا هو إله موسى نبيكم " ، فظنوا أن ذلك حقيقة فعبدوه من دون الله على أساس أنه إله موسى وهارون .

لذلك غضب ( موسى ) من ( هارون ) لأنه لم يمنع قومه من عبادة ( عجل السامري ) .

أتريد أن تعرف ما حصل بعد ذلك ، أليس كذلك؟؟!!

سوف أكمل لك الحكاية فلا تقلق .

لكن أريد أن أسألك سؤالا !! واعتبرها لعبة لتنمية قدراتك العقلية ، فما رأيك إذن ؟؟!!
حسنا .

هل تتذكر عندما أخبرتك في المقطع الأول قائلا : ( فقبل خمسة آلاف و خمسة مئة سنة عقدت صفقة مع ( لوسفير ) حتى أنقل كل أسرار العالم السفلي ) ، هل تتذكر ؟؟!!

و في المقطع الثاني أخبرتك :
( بعد مرور أربعة آلاف سنة )

هل ترى ما أراه اليوم ؟؟

هل تشتم هذه الرائحة التي تملأ الشوارع ؟؟

أظنك تتذكر أو قد نسيت قليلا !!!

حسنآ إرجع إلى الوراء قليلا و تأكد بنفسك .

لكن الحقيقة هو أنه مر فقط ( ثلاثة آلاف سنة و خمسمئة عام ) ... و لأنك لا تدرك تاريخك و تاريخ أجدادك ،فإنه يسهل على ( الأعور السامري ) أن يخدعك بكل سهولة .

هل رأيت كيف يستطيع الكذاب السامري خداعك بكل بساطة !!

راجع تاريخك و تاريخ أجدادك ، فالعلم والمعرفة حصين متين أمام فتن هذا المخادع ( السامري ) .
📜📜📜

انتهى الجزء الثاني من رواية " حراس المعبد أنخريتوس "

ومع الجزء الثالث قريبا بإذن الله

خالص التقدير والاحترام

بقلم : الكاتبة ريم الشاذلي
Reem shadili















تعليقات

  1. بالتوفيق إن شاء الله
    رواية رائعة فعلا و ننتظر المزيد
    Cheouiref mohamed

    ردحذف
  2. سلمت الأيادي أميرتي ريم ماهذا الصرد الرائع المشبع بالحقائق ربي يفتح عقولنا وبصائرنا بنوره

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلسلة حوار ساخن #أرض التيزيون# السجلات الأكاشية #نهر الحياة #الخاتم المفقود#شجرة الخلود#رسالة مجهولة1330

رواية " مرآة الزهورين" ...الجزء الاول

من هم الزوهريين ؟