تناسخ الأرواح و التقمص و الحياة المتعددة_ الحلقة الثانية
#تناسخ_الأرواح_و_التقمص_و_الحياة_المتعددة
موضوع للنقاش
#الحلقة_الثانية
كنت في التقديم قسمت الموضوع إلى أربعة أقسام ، وكنت وضحت الخلط في الاصطلاحات الذي يحدث خللا في الفهم .
في تناولي لهذا الملف الشائك سأكتب بقلم الروائية مع استفادة قليلة من الأسلوب الأكاديمي حتى يستفيد الجميع من كل أطياف المجتمع ممن يتابع هذا النقاش ، ولننتقل على الفور إلى النوع الثالث الذي سميته ب ( التقمص الروحي ) .
#التقمص_الروحي :
منذ فترة كنت كلما طلب مني القراء الأكارم الكتابة عن تناسخ الأرواح و حقيقة التقمص ، كنت دائما أحاول الابتعاد عن هذا الموضوع بقدر الإمكان لأن الغوص في هذا الأمر لا ينتهي بكلمة أو كلمتين و توضح الأمر ،
لأن الموضوع أعمق مما يعتقده الكثيرون ، و فيه من بحور القول ما لا أستطيع لملمته في حلقة نقاش ، ولأن فيه من الأسرار ما تذهل له العقول !!
لكن السؤال الذي كان يشغلني دائما هو أين هي العقول التي ستستوعب عظمة الروح و أسرارها ؟!! خصوصا و أن هذا الأمر بالذات إذا فتحته سأكون فيه مضطرة للحديث عن تجربتي معه ومنذ الصغر و ليس الآن ، وأنا لا أحبذ الحديث عن تجربتي الشخصية طبع من طباعي السيئة ، و الأمر الثاني هو هل عندي كل تلك الجرأة للكشف عن هذه الأمور في عالم كل نقاش فيه خارج المعتاد يكون متكهربا و متشنجا ، و أنا أبتعد دوما عن هكذا أجواء لأنها لا تناسبني .
نعم... لم تكن عندي الجرأة ، لذلك ابتعدت عن هذا الموضوع رغم معرفتي به المتواضعة طبعا منذ بداياتي في عالم الكتابة ، لكنه إلى وقت قريب وصلتني بعض الرسائل من أشخاص أرهقتهم فكرة العودة للحياة من خلال جسد آخر و أن هذا أمر لو صح سيكون فوق طاقتهم ، وما شجعني أكثر هي الرسالة التي وصلتني من سيدة قبل فترة قصيرة عن هذا الموضوع جعلتني أسرع في تناول و طرح هذه القضية للنقاش .
الرسالة التي وصلتني كانت تقول :
(..أنا طالبة في مقتبل العمر لكنني أفكر في الانتحار لأن الحياة التي أعيشها صارت لا تطاق بسبب ظروف عائلية صعبة جدا، و أنا أفكر بالعودة بروحي في جسد آخر لعلي أجد السلام و الحياة التي كنت أتمناها !!! )
( وهذا هو المضمون العام للرسالة )
و تشرح تلك الطالبة في مقتبل العمر أنها قرأت عن بعض الأشخاص الذين قاموا بوضع حد لحياتهم ثم عادوا مرة أخرى في أجساد أخرى و حياة أفضل ، و أنها تريد معرفة هل هناك ذنب أو معصية في القيام بعملية الانتحار ؟!!
ثم استطردت تسألني عن رأيي في هذا الموضوع و هل أؤمن بتناسخ الأرواح أم لا ؟؟؟ !!!
هذه الرسالة كانت من أغرب الرسائل التي صدمتني و جعلتني أفكر جديا في فتح هذا النقاش و طرح هذا الملف الشائك للتداول ، لأن الصمت تجاه هذه المواضيع يدخل فى باب الخيانة الأخلاقية لمجتمعات نعتز بالانتماء إليها و هو خذلان لمن وثقوا بنا .
و لأن هذا الموضوع لا ينتهي بقول واحد و انتهى الأمر ، كان علي بكل جدية التحرك بسرعة في بداية شهر رمضان المبارك رغم أنني في هذا الشهر لا أتواجد كثيرا على منصة التواصل الاجتماعي ، لأنني رأيت أنه أمر مصيري قد ينقذ بعض الأشخاص من ارتكاب حماقات سيندمون عليها لاحقا في دار الآخرة .
#سأحكي_لكم ،
قبل سنين خلت كانت لي صديقة في المدرسة ، وكنا ندرس معا في نفس الصف ، و كانت صداقتنا جميلة ، وصديقتي كانت إنسانة ذات قلب رائع ، في أحد الأيام وبينما كنا نلعب في ساحة المدرسة وقت الاستراحة ونضحك ، فجأة نظرت إلي صديقتي نظرة غريبة ثم بدأت تعدل من جلستها و قالت لي بنبرة مختلفة عن نبرة و صوت صديقتي المعتاد :
( ساعديني أرجوكي ..ساعديني ، لقد قتلوني و دفنوا جثتي في معمل مهجور في مدينة الدار البيضاء سنة 1995 ، إسمى ( نجلاء ) وأنا ابنة رجل أعمال مشهور يملك معامل للحديد ، عائلتي لا تعرف أين أنا ، ساعديني أرجوك ...)
و تحول وجه صديقتي إلى اللون الأصفر الشاحب ، بينما أصابني الذعر منها وصرخت في وجهها و أنا أبتعد قائلة لها بعصبية : صديقتي .. إنك تخيفينني.. لن أدرس معك مرة أخرى.. أنا لا أحب هذا النوع من المزاح ... ، !!!
بينما ظلت صديقتي تنظر إلي باستغراب و هي تقول : ماذا حصل ؟؟!! متى مزحت معك أنا ... هل جننت ؟!!
أول شيء قمت به عندما وصلت إلى المنزل هو أنني أخبرت أمي ، لكنها ضحكت وقالت لي : إنها تمزح معك ، أكيد أنها شاهدت فيلما مرعبا .
نسيت الأمر و كأن شيئا لم يكن ، و مر شهر على ذلك الموقف و ظلت علاقتي بصديقتي عادية جدا ، إلى أن خرجنا من المدرسة متجهين نحو المنزل ، و فجأة أمسكت صديقتي بيدي بقوة و قالت : ( لماذا لا تريدين مساعدتي يا ريم ) ؟!!
فأجبتها على الفور : وفيما سأساعدك ؟!!
ردت بنبرة حزينة و بنفس الصوت الشهر الماضي و بنفس اللون الشاحب : ( هل نسيتينني ؟؟!!
أنا روح نجلاء التي قتلوها ودفنوها في معمل مهجور )
!!
فانتفضت مرتعبة و أنا غاضبة مرة أخرى وأنا أقول لها : لن أكلمك لقد أغضبتني بهذه التصرفات الصبيانية ، و بصعوبة أفلتت يدي من قبضتها وفررت هاربة إلى المنزل ، و كنت خائفة و أرتعد ، أخبرت أمي مرة أخرى لكن بطبيعة الحال لم تصدق الأمر و اكتفت بالابتسام ...
هذه المرة لم أستطيع نسيان ما حدث ، خصوصا وأن آثار قبضتها كان لا يزال على معصمي .
في اليوم الثاني عرفت من أصدقائي في المدرسة أن صديقتي مريضة ، وقد أغمي عليها البارحة و أخذوها إلى المستشفى ، و لأنني وقتها كنت طفلة في عمر الرابعة عشر سنة تقريبا نسيت الأمر .
ولكن هل توقف الأمر هنا ؟!!
لا لم يتوقف صار الأمر يتكرر معي مع أشخاص مختلفة على مدار السنوات التي تلت ، و من ضمنها حالة سيدة فقدت زوجها منذ سنين ، و كانت خالة صديقتي التي تربينا مع بعض ونحن صغار ، و كنا و نحن جيران نسكن في نفس المنطقة، خالة صديقتي كانت سيدة طيبة جدا .
و بينما كنا مجتمعين في إحدى المجالس بمناسبة عيد ميلاد صديقتي ، اقتربت مني تلك السيدة و التي كنا نلقبها ب ( الحاجة ) و قالت :
( مرحبا ريم أنا " سي محمد " " روح زوج الحاجة " .. أعتذر على الإزعاج ... قولي لها رجاء أن تفتح باب غرفتنا و أن تنظف الغبار منها و أن لا تهجرها ، و أن تفتح الصندوق الخشبي الذي في الخزانة ، لقد تركت فيه بعض الصور ورسالة لم تقرأها بعد ، وقبل أن أنسى .. فحقيبتي الجلدية ذات اللون البني، قولي لها أن تعطيها لابني الأكبر محمد ... وختم كلامه و هو يقول الآن ارتحت السلام عليكم ) .
وقتها و لأنني كنت طفلة و لا أعرف ما يقال أو ما لايجب أن يقال ، و ما علي الإحتفاظ به لنفسي و ما علي قوله ، أخبرت ( الحاجة ) بكل شيء بعدما أحسست أنها عادت إلى وعييها ، أخبرتها هكذا بكل تلقائية و بكل بساطة، طفلة كنت !!!
لكن المرأة ظلت مصدومة و لم تتفوه بكلمة ، لأن هذا الموضوع لا أحد يعرف عنه شيئا ، حتى أختها لم تكن تعرف ، بعدها تأكدت من صحة ما أخبرتها به ، وفتحت الصندوق و قرأت الرسالة ، و عرفت وقتها أن زوجها كان يريد أن يحج إلى بيت الله الحرام ، و كتب وصية أنه في حال لم يستطع بسبب مرضه الذهاب إلى الحج ، فهو يتمنى من زوجته أن تحج مكانه .
هذه الأحداث التي كانت تتكرر معي بدون أن أفهم ما يجري ، صارت تقريبا معتادة بالنسبة لي ، وصرت معتادة عليها ، ولم يعد ينتابني نفس الخوف كما في السابق .
لكن السؤال الذي كان يشغل عقلي وقتها ، ماذا كان يقصد هؤلاء الناس بالروح ما معنى " روح " ؟؟!!
هل هم أشباح ؟!! كأشباح الكرتون التي كنت أشاهدها في الرسوم المتحركة ؟؟!!
فأنا كنت طفلة وقتها ليس عندي العلم الكافي لفهم هذه الأمور المعقدة ، لكنني كنت أتعامل معها كما هي .
في أحد الأيام سألت جدي وأنا طفلة وكنت أراه و كنت أظن أن الجميع يراه ، حتى كبرت بعدها و عرفت أن جدي الذي كان تقريبا يعيش معنا لا يعلم به أحد من عائلتي ، فانصدمت !! فهمت بعدها أنه كان من زمن مختلف و بزي مختلف ، عرفت ذلك بسنين طويلة ، وكانت قصة عندما عرفت أنه ليس إلا جدي الذي عشت وتربيت على يديه و أنه هو سيدي أبي الحسن الشاذلي وهو من أكابر أولياء الله رضي الله عنه .
سألت جدي بعد أن عرفت أنه لا يراه أحد غيري لما أخفيت عني أنك جدي الذي كنت أتمنى لو عشت في كنفه في زمنه ، كنت أعاتبه قائلة : كنت أعلم أنك جدي " علي " و لكن لم أكن أتوقع أن تكون جدي الذي قرأت عنه كثيرا و أنك بعينه " أبي الحسن علي بن عبد الله الشاذلي " تلميذ الشيخ " مولانا عبد السلام بن مشيش " قدس سره الشريف ، وبعدما انتهى عتابي له سألته قائلة : أخبرني يا جدي ماذا يقصدون بالروح ؟ هذه الروح ماهي ؟
فقال لي قدس سره الشريف :
قال الله تعالى : ( ويسألونك عن الروح ،قل الروح من أمري ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
صدق الله العظيم .
ثم استرسل قائلاً وهو يسألني : لماذا تسألين يا صغيرتي ؟!!
فأخبرته ما حصل معي بالتفصيل .
ثم بدأ يخبرني :
( هذه الحالات تحصل للأرواح التي تقتل غدرا أو تموت موت الفجاءة ، فتبقى أرواحهم معلقة بين الحياة و الموت ، و لأنهم يشعرون أنهم لم يكملوا رسالتهم و عليهم كشف من قتلهم لعامة الناس لتأخذ العدالة مجراها الطبيعي و يقتص من الفاعلين بالعدل على ما اقترفت أيديهم ، و ما أن تتحقق الشروط حتى ترتاح تلك الروح التي تكون تصرخ كل يوم وليلة و لا يسمعها إلا خالق الكون و بعض المخلوقات المكشوف لها عن عالم الغيب و مرفوع عنها ذلك الستر الذي يفصل بين العالمين ) .
فسألته : هل يعني أن تلك الروح دخلت جسد صديقتي ؟!!
وهنا سيخبرني عن النوع الثالث الذي هو ( #التقمص_الروحي ) قائلا :
( هناك أنواع من #التقمص وفيه نوعين :
النوع #الأول : يكون بمخاطبة الوعي فقط ، لأن وعيينا أشد حساسية من باقي الحواس و يلتقط الإشارة الغير مرئية و الغير مسموعة ، فتخاطب الروح وعي الإنسان كما يحدث الإنسان أخاه الإنسان وهو حي ، و هكذا تستطيع أن تتحدث الروح مع بعض الأجساد من خلال الوعي أو تتحدث الروح مع الروح فتنطبع صور و أحاسيس تلك الروح المغدورة بها في روح الجسد الحي ، فتنتاب ذلك الشخص أحاسيس لا يعرف تفسيرها ، كأن يشعر بالحنين لأشخاص لا يعرفهم في عالم الواقع ، لكنه يرى صورهم في عقله و يشعر بأنه يعرفهم معرفة يقينية ، أو بأن ينتابه حنين إلى مدينة معينة لم يكن يهتم بها أو حتى يعرفها من قبل ، و حتى أنه قد تعجبه مأكولات معينة ، و حتى أنه يتذكر أسماء و صورا مما يجعله مضطربا مع نفسه و مع تلك الأحاسيس التي سكنته فجأة ولا يجد لها تفسيرا .
وهناك النوع #الثاني : وهي أن الروح تنتقل إلى جسد الحي و هذا الأمر لا يكون إلا لفترة و زمن معين ومحدد لا يستطيع تجاوزه ، و غالبا ما يكون هذا الإنسان الحي يملك روحا قوية لتتحمل روحا أخرى غير روحه ، وهكذا تستطيع روح الحي استقبال تلك الرسائل من روح الميت ، ولو لوقت قصير لتنتقل له جميع الأحاسيس و المشاعر و الأشخاص والصور بكل تفاصيلها لدرجة أنه قد يشك في نفسه ، و قد يبدو له وكأنه فقد الذاكرة ثم عادت إليه مجددا، فيتذكر عائلته الحقيقية ويبدأ في رحلة البحث عن الماضي و أسرار الماضي و التي تكون دائما صادمة لهؤلاء الباحثين عن سر هذا الألم وهاته الغصة التي يشعرون بها فجأة ، ولأنه غالبا هذه الأرواح المتصلة بالأجساد الميتة تستنجد بأراوح أجساد أخرى لازالت على قيد الحياة حتى تتحقق العدالة من خلالهم، و غالبا من يحصل لهم هذا يكونون قد ماتوا بطريقة بشعة أو تعرضوا لظلم كبير ، ولا ترتاح أرواحهم إلا عندما تتحقق العدالة، حتى يستطيعوا أن يرقدوا بسلام ولو بعد مئات السنين من وقت الحادثة ) .
فسألته : ولماذا تنتظر الروح يا جدي كل هذه السنين ؟؟
لماذا لا تفضح من قاموا بهذا العمل في اللحظات الأولى ؟!!
لماذا تنتظر كل هذا الوقت و كل هذه السنين ؟!!
فقال قدس سره الشريف :
( لأن الروح تنتظر شبيهاتها في أرض الدنيا ، و لأن هذه الأرواح غالبا ما تكون في عالم البرزخ تعرف بعضها البعض و تكون متآلفة مع بعضها البعض ، فهناك الكل إخوة و لا فرق بينهم ، الفروق تحصل عندما تنزل روح الخلود من دار البرزخ السماوي إلى حيث الأجساد الأرضية حيث توجد الإختلافات والتباينات بين الخلائق ، و لأن الأرواح لا تنسى كما ينسى الجسد و لا ينطبق عليها قانون الزمن و لا يحكمها الوقت تظل تنتظر ولادة جسد شبيهتها الروحية في عالم الأرض ، فتلتقيا و تحكي لها ما حصل معها في دار الدنيا من حوادث و مآسي ، حتى و لو كان الجسد طفلا صغيرا ، فالروح خلقها الله عاقلة تستوعب أكثر من الجسد المادي ، لأن الروح إذا كان صاحبها يغذيها و يقويها بالعبادات و مختلف أنواع الطاعات و الأعمال الصالحات ، و يحرص على الإبتعاد عن المعاصي تصبح روح ذلك المخلوق لا تقهر ، تصبح عاقلة شفافة عالمة قوية خفيفة متصلة بربها بلا انقطاع فتنعكس تلك الأعمال بأنوارها على ذاته ، لأن جسد الإنسان مرآة روحه ، و في حالة أهمل المخلوق روحه فهي تصير ضعيفة حتى يشعر صاحبها و كأنه كهل في الستين من عمره و هو في عمر الشباب ، و كأن جبالا ثقيلة تثقل كاهله ، لذلك على المخلوق أن يتقرب إلى ربه الخالق بالعبادات ، فكلما تقرب من الله تقرب إليه الله و صارت روح العبد لا تقهر و صارت لها مقدرة عظيمة ، و هذا باب جليل غفل عنه الناس كثيرا وهو مدخل عظيم يسهل على الشياطين السيطرة على الناس ) .
و في النوع الرابع الذي سميته ب ( #التناسخ_الروحي ) كان قد أخبرني دون أن أفهم حديثه وقتها بالشكل الذي أدركه اليوم قائلا :
و أما ما صار يعرف ب ( تناسخ الأرواح ) و الذي في الحقيقة يجب تسميته ب ( #انعكاس_الروح ) ، و كما سبق وأخبرتك أن الأرواح في دار البرزخ السماوي تعرف بعضها البعض فيحصل الإنعكاس الروحي بوعي من العقل الباطن بسبب التآلف الأول هناك ، أي أن أرواح معينة تستطيع أن تنعكس في مرآة أرواح أخرى تآخوا و تعارفوا في عالم البرزخ قبل النفخ في الأجساد ، لذلك تجد بعض الأجساد يستعصي عليها فهم تلك المشاعر و الأحاسيس التي تتملكها فجأة دون مقدمات و لا تعرف لها سببا ، ليكبر ذلك الموضوع شيئا فشيئا ، فتتذكر أسماء و أسرارا من الماضي وأشياء لم يكن يعرفها إلا ذلك الجسد القديم ، هنا يستغرب الإنسان و لا يجد تفسيرا مقنعا لهاته الظاهرة فيطلقون عليها ( تناسخ الأرواح ) ، ولكن #تناسخ_الأرواح أمر مختلف وهو لا يحصل إلا لأشخاص معينة و محددة ، لأن تناسخ الأرواح لا يحصل إلا مع أولياء الله و الخواص من عباده من أنبياء و رسل و أولياء صالحين ، وله معنى مختلف عن المصطلح الذي يتم تناقله ، و لأن هؤلاء الأنبياء و الأولياء من فئة ( المختارين ) فهم يمتلكون أرواحا عاقلة عالمة قوية خفيفة متصلة بربها بلا إنقطاع بطريق الوهب و الفضل المحض وهم ذاتيون وليسوا صفاتيين اكتسبوا ذلك بالتدريب و المجاهدات ، فيحصل لهم مقدرة ربانية يستطيعون من خلالها أن تنتسخ أرواحهم الأصلية أرواحا فرعية متعددة من روحهم الأصلية متى شاءوا و عدد ماشاءوا ، وهو نوع من ( القدرة الروحية ) يتمكن صاحبها من ( التطور الروحي أو التجسد الروحي المتعدد ) حسب قوة روح صاحبها ومقامها في حضرة الله وقربه منه ، وهي عطاء مخصوص لمخصوصين ، ومن أمثلة ذلك كأن يكون صاحبها جالسا معك في مجلس و هو يحدثك و أنت تراه و تسمعه ، لكنك لا تعلم أن روحه تناسخت عن روحه العالمة القوية فتجسدت في مكان أو أمكنة أخرى أو حتى في أزمنة أخرى في نفس الوقت حسب قوة الروح الأصلية ، فيتقابل مع أشخاص آخرين و يتحدث معهم و يحدثونه ولا يعرف أحد أن الواقف أمامهم روح متجسدة منتسخة عن الروح الأصلية وكأنها جسد حقيقي يأكل و يشرب و يمشي على رجليه ، و عندما تنتهي مهمته يختفي في لمح البصر ، و " الشيخ #شمس_الدين_التبريزي " من الأمثلة الألغاز التي لم يستطع فك رموزها أحد لحد الآن .
و يحصل هذا #الإستنساخ_الروحي فقط للعبد الرباني و قت ماشاء و عدد ماشاء ، و قد تصل أن يقسمها في آن واحد إلى سبع نسخ حقيقية أو أكثر حسب قوته ، فيراه من في المدينة المنورة و من في مكة المكرمة و من في النجف الأشرف و من في الشرق و من في الغرب في نفس اللحظة .
و لحد الساعة لا أحد يعرف معجزة الروح و ما تستطيع فعله هاته المعجزة الربانية الدالة على عظمة الله ، و لا أحد إلا خواص أهل الله عرف ما تستطيع فعله كلمة الله بحول من الله و قدرته ، لذلك قال الله تعالى : قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، و لذلك قال من قال : تحسب نفسك جرما صغيرا و فيك انطوى العالم الأكبر .
ثم استدرك قائلا :
( إن الأرواح التي خلقها الله لا توجد في نفس البرزخ ، لأن البرزخ يوجد على شكل برج عملاق من فوق السماء السابعة إلى ما تحت أديم الأرض السابعة و كل طابق منه مخصص لأرواح معينة ، فهناك ما هو مخصص لأرواح الأنبياء و الرسل و المرسلين و الأولياء و عباد الله الصالحين ... ، و كلما نزلت و جدت المتحابين في الله و المتنافسين في الله على مقاعد من نور ، كلما نزلت منزلة قل النور وكلما ارتفعت منزلة زاد النور و زاد العلم و زادت المقدرة الربانية و هكذا . )
انتهى كلام جدي #أبي_الحسن_علي_الشاذلي قدس سره الشريف .
وأنا انتهيت من حلقة اليوم ، ومع حلقة أخرى إن شاء الله في هذا النقاش المفتوح .
ونحن ننتقل من العشرة الأولى للرحمة و ندخل للعشرة الثانية للمغفرة نسأل الله أن يرحم ضعفنا و أن يغفر لنا و أن يجعلنا من عتقاءه من النار و أن يوفقنا لفعل الخيرات و نيل البركات ببركة المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه و آله وسلم و ببركة أهل بيته و صالحي عباد الله إنه سميع مجيب ، آمين .
بقلم #ريم_الشاذلي
#reem_shadili
كتب يومه الجمعة الحادي عشر من شهر رمضان المبارك الموافق ل 23 أبريل2021
..
..
.
تعليقات
إرسال تعليق