خواطر متمردة...
#خواطر_متمردة
من
#العام2003
لا شيء كان يعجبني في هذا العالم
منذ فترة من الزمن كانت جميع الألوان متشابهة عندي !!
اختلطت السماء الزرقاء بالأرض فصار لونهما عندي واحدا فلا شيء يعجبني
و لا شيء يشد انتباهي .
أرى نفسي في المرآة فلا أجد نفسي
و كأنني غير موجودة ..
لا توجد ملامح
ولا عيون
ولا دقات قلب
ولا حتى أنفاسي كانت هناك !!!
لا شيء كان هناك ..
فسألت نفسي هل أنا ....!!!
أيعقل أنني مت ؟؟!!!!
ولكن متى حصل ذلك؟؟!!
لماذا لا أحد يراني !!
ولا أحد يسمعني !!
لماذا لا أرى نفسي ؟؟؟
المجالس ممتلئة و الضحكات في كل الأركان و كأنها صدى لا ينقطع ، إلا صوتي الذي لا يسمع ، ومهما حاولت كانت حروفي متقطعة.. باكية.. متحسرة في داخلي ، كأنها لا تريد البوح و لا الغناء و لا حتى الصراخ .
و كأن صوتا يقول لي : لا أحد يراك إنك غير موجودة .
فصار لا شيء يعجبني في هذا العالم .
بعد طول السنين وقفت أمام المرآة فلم أجد نفسي فيها ......
فسألت نفسي لماذا أنا لست هنا ؟؟!!!
سألتها بحسرة و قهر و كأنها آخر فرصة لي على متن ذلك القطار المتجه نحو المجهول !!! .
استسلمت و قلت لنفسي إنها النهاية لا مفر ، بينما كنت أودع نفسي على متن ذلك القطار الجامح سمعت صوتا قويا يقول :
أنت من تخليت عن نفسك من أجل الآخرين .
أنت من اخترتي أن تكوني غير مرئية !!
أنت من اقتنعت أنك لاشيء وأن لا قيمة لك..
أنت من اقتنعتي أنك ضعيفة و غبية ..
أنت من قررت أن تكوني منحنية الظهر..
أنت أردت ذلك !!!
واليوم تسألني لماذا لا أحد يراني ؟؟!!
فجأة شعرت بشيء ساخن ينسال على وجنتاي الباردتان !!!
إنها دموعي !!
نعم دموعي التي ظلت محبوسة طوال سنين كانت لا تريد النزول ، و كأنها كانت تأبى كي تعاقبني ..
هذه المرة دموعي أخرجت كل تلك الحروف المقهورة و وضعت النقاط التي كانت معلقة بين القلب و اللسان كل تلك السنين ...
صرخت صرخة كسرت فيها كل الزجاج الذي كان حاجزا بيني وبين نفسي
نعم ...
أنا فقط من لم تكن ترى نفسها ..
و لا تسمع صوتها و لا دقات قلبها
أنا من قررت أن تكون غير مرئية
و أن تعيش في الظلال ...
وأنا اليوم من قررت أن تكون مرئية من جديد و أن تكون حروفها مسموعة في كل ركن من هذا العالم ..
أنا من قررت أن الرحلة لم تنتهي بعد
و أن النجاح لايزال ينتظرني
أنا من رفعت نفسي
أنا من أحببت نفسي
أنا من احترمت نفسي
أنا من عرفت قدر نفسي..
فعرفت أنني غالية جدا على نفسي
فقررت أن أتغلب على كل الصعاب .
و تأكدت أن لا أحد في هذا العالم يستطع أن يرفعك غير نفسك .
لا أحد يستطيع أن يخرجك من البئر العميق غير نفسك .
لا أحد يستطيع أن يسمو بك غير نفسك .
لا أحد سيجعل من أحلامك حقيقة غير نفسك .
لأنك أكثر شخص تعرف نفسك ،
و تعرف ما تحب و تكره .
أنت وحدك القادر على تحقيق المستحيل..
وقتها تكون المعجزات تحصيل حاصل وكأنها أمر اعتيادي تفعله كل يوم .
فقط ثق بالله الذي خلقك و وهبك كل ما لديك .
ثق بنفسك و بكل قوتك ..
لأنك أنت وحدك فقط من تستطيع أن تخلق تلك المعجزة ليراها الجميع بل و كل العالم .
أشكر مرآتي التي جعلتني أرى نفسي ...و أحب نفسي..
شكرا لك يا مرآتي .
شكرا لك ..
#خواطر_من_عام_2003
من #الزمن_الجميل
ل #مدينة_تطوان
#بقلم_ريم_الشاذلي
#reem_Shadili
تعليقات
إرسال تعليق