الفروق الجنسية بين آدم و سائر المخلوقات الأخرى
#سلسلة_ماوراء_الجدار_الجليدي
الحلقة الأولى : فقرة المناقشات الأسبوعية المفتوحة
موضوع الليلة بعنوان #الفروق_الجنسية_بين_آدم_و_سائر_المخلوقات_الأخرى
سوف أبدأ بمقدمة منهجية أجدها ضرورية ثم أدخل إلى موضوع الليلة سريعا .
#الحق_و_الملكية_الفكرية_لهذه_السلسلة
من أجل القيمة العلمية لكل هذه الجهود المبذولة في معركة الوعي هذه و تلبية لطلب عزيزات على قلبي ، هذا النقاش يخضع للرقابة العلمية و للحماية الفكرية و للجهد العلمي وفق ماذكرته في بداية هذا النقاش للتشريعات ذات الصلة في المملكة المتحدة و في الولايات المتحدة الأمريكية، كي يتم حفظ حقوق النشر العام والخاص لهذه السلسلة، لأن ما يطرح هنا بكل جدية من جميع المتدخلين يتم استغلاله من قبل لصوص وسراق الأعمال الأدبية والفنية ويتم بيعه لشركات ونشره على منصات النشر الإلكتروني بالمقابل ..لا يهمنا المال ، بقصد ما يهمنا منع السرقات ولو كانت أدبية .. وعليه فهناك لجنة شكلت لهذا الغرض اختصاصها توثيق ماينشر هنا بشراكة مع لجنة الرقابة في الفايسبوك من أجل حماية حق الملكية الفكرية لهذا النقاش كما هو معمول به وفق قانون الملكية الفكرية في بريطانيا و في الولايات المتحدةالأمريكية، وعلى من يريد نشر ما تتضمنه هذه السلسلة أن يشير إلى قائله حفاظا على الأمانة العلمية، سيما وهذه السلسلة تقدم إجابات عن مايشغل الضمير العلمي والعالمي بشكل حصري لا يوجد في مكان آخر ولم يسبق له أن تم نشره في الغالب الأعم إلا ما سوف أشير إليه من مصادر و مراجع معتمدة في هذا النقاش .
المصادر_ و #توثيق_النقاش
الكتابة في موضوع ذو صلة بالجانب العلمي و الديني والتاريخي يحتاج دقة كما يتطلب توثيقا حتى يطمئن القارئ والقارئة .
عادتي في كل نقاش علمي أنني أشير لمن أخذت عنهم معلوماتهم التي هي صادرة عنهم بشكل حصري وغير مسبوق ، أما ما يشكل نطاقا عاما للمعرفة وهو حق لكل الناس حسب قوانين الملكية الفكرية العالمية فلا أشير إليه و لا أعمد إلى توثيقه تجنبا للإطالة إلا إذا طلب مني ذلك ، لأنني أعتبره في وسع الناس ، ويستطيع الاستدلال به كل الناس ، كالقرآن الكريم و العهد القديم والجديد و الكتب التاريخية والموسوعات التي أصبحت ملكا عاما ، والباقي أصيغه بأسلوبي وبطريقتي الخاصة التي هي كالبصمة الوراثية في الكتابة .
#ما_يجب_قوله هو أنني أكتب بمعلوماتي الخاصة التي تحققت منها واقتنعت بها وبأسلوبي الخاص ما لم يتوفر لكثيرين و لعدة أسباب ، وهي إحدى نعم الله ومننه علي ، هذه تلزمني أنا وحدي رغم أنني أستطيع إقامة الحجة على صحتها ، كما أن المنطق و الفطرة الجماعية تؤيدها كما تجارب الناس تشهد لها ، لست أحب أن أنقل كلام الآخرين مهما كبر شأنهم المعرفي والعلمي إلا من هم أجدادنا و آبائنا وأساتذتنا .. لا يعجبني ذلك ، ولا أرتاح إليه و لست ببغاء تنقل كلام الآخرين وجهودهم و تنسبها لنفسها ولو بتغيير المصطلحات.. هذه الهواية ..ليست من هوايتي .للأسف .
لذلك ..ما أنشره أنا مصدره ولست أتحرج بتاتا أن أشير إلى مصادري الخاصة إن نقلت منها ما أكتب بتاتا ، بالعكس أكون سعيدة بذلك من أجل الاطمئنان العلمي و المعرفي والثقة والتوثيق الأكاديمي .. المصادر الحقيقية المعتبرة ..وليست أفكار الآخرين مهما عظمهم التاريخ المزيف.
وعليه من أراد أن يسألني عن مصادر ما أنشره فسوف أوفر له المعلومات الضرورية حتى يطمئن قلبه وعقله ، افعل ذلك مع من أعرفهم ويعرفنني من عزيزاتي أعزائي وبكل سرور .
هل اتضحت الصورة ؟؟؟!! أتمنى ذلك
#الأجناس_الاربعة_ المذكورة في سورة #الحجر
مصدر هذه المعلومات هو جهد علمي قام به سماحة #السيد_العميد_نور_الهدى_الأندلسي ( شخصية معروفة ، لا داعي للتفصيل ) في مقالة صادرة عنه في عام 2005 بعنوان #الحقيقة_الغائبة .. يستطيع أي أحد منكم أن يجدها على النت ، وقد تجدونها عند منتسبي طريقته وهي مطبوعة ضمن مجموع مقالاته وكتاباته ومحفوظة في الخزانة الشاذلية في اسطنبول في المقر العام للطريقة الشاذلية المشيشية باسطنبول منذ 2007 ، وحتى في المحاضرات التي لا زالت مسجلة ومحفوظة و التي كان يلقيها في المناسبات الدينية أو الاحتفالية الخاصة بالطريقة ما قبل ذلك التاريخ منذ 1999 و في 2003 و 2004 وصولا لنشر تلك المقالات والمناظرات.
ما تم نشره في تلك المقالة شكل الأساس العلمي والأدبي للعديد من الدراسات والكتابات التي قامت بها كثير من المراكز المتخصصة في عدة جامعات عالمية متخصصة في تاريخ الأديان و الحضارات و في مجال الهندسة الوراثية و في علم الأنساب وفي مجال الأبحاث البيولوجية والعديد من النقاشات التي عرفتها المنتديات العربية والإسلامية بخصوص مناقشة قصة خلق آدم النبي عليه السلام و أصل الأنواع و الأجناس اعتمدت بشكل تفصيلي على مستنتجات هذه المقالات والمحاضرات .
من حيث بدأ سماحته سوف أبدأ بإيراد النصوص التي نحتاجها ثم نبدأ معا عزيزاتي أعزائي في فهمها و في استعراض كيف فهمها جمع من المفسرين قبل هذا التاريخ ..
والبداية من سورة الحجر التي فصلت النشأة والاختلاف في الأجناس و كيف خلق الله الخلق و التي ركزت عليها الآيات في سياق كثير من المفسرين لا يقفون عنده بالشكل الجدي .
قال تعالى في #سورة_الحجر
( وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ (18) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) ۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51)
وفي تفسير الطبري نجد التالي
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا عُثْمَان , عَنْ سَعِيد , قَالَ : ثَنَا بِشْر بْن عُمَارَة , عَنْ أَبِي رَوْق , عَنْ الضَّحَّاك , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : كَانَ إِبْلِيس مِنْ حَيّ مِنْ أَحْيَاء الْمَلَائِكَة يُقَال لَهُمْ الْجِنّ , خُلِقُوا مِنْ نَار السَّمُوم مِنْ بَيْن الْمَلَائِكَة . قَالَ : وَخَلَقْت الْجِنّ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي الْقُرْآن مِنْ مَارِج مِنْ نَار .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو دَاوُد , قَالَ : ثَنَا شُعْبَة , عَنْ أَبِي إِسْحَاق , قَالَ : دَخَلْت عَلَى عَمْرو بْن الْأَصَمّ أَعُودهُ , فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثك حَدِيثًا سَمِعْته مِنْ عَبْد اللَّه ؟ سَمِعْت عَبْد اللَّه يَقُول : هَذِهِ السَّمُوم جُزْء مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ السَّمُوم الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا الْجَانّ . قَالَ : وَتَلَا : { وَالْجَانّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْل مِنْ نَار السَّمُوم }
يقول تعالى ذكره: ( والجانَّ ) وقد بيَّنا فيما مضى معنى الجانّ ولم قيل له جان. وعني بالجانّ هاهنا: إبليس أبا الجنّ. يقول تعالى ذكره: وإبليس خلقناه من قبل الإنسان من نار السموم.
#كلامي_تعقيبا : ( الذي سيدقق هنا سوف يجد أن الحديث الأول مرسل ويقف عند بن عباس وليس مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، أي أنه فهم ابن عباس إن صحت نسبته لابن عباس ..
وفي الحديث الثاني نجده موقوفا كذلك وهو قول عمرو بن الأصم و هو أيضآ ليس مسندا وليس مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، اي أنه من المراسيل كذلك حسب تعبير علماء الحديث .
و بعده نجد المفسر المشهور بن جرير الطبري يقع في التدليس فيقول : // يقول تعالى ذكره : وإبليس خلقناه من قبل من نار السموم// بينما الآية القرآنية تقول و // الجان خلقناه من نار السموم ، وليس إبليس .
أحببت أن اعقب على ما ورد في تفسير الطبري. )
يكمل بن جرير الطبري في تفسيره قائلا :
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ ) وهو إبليس خُلق قبل آدم ، وإنما خلق آدم آخر الخلق، فحسده عدوّ الله إبليس على ما أعطاه الله من الكرامة، فقال: أنا ناريّ، وهذا طينيّ، فكانت السجدة لآدم ، والطاعة لله تعالى ذكره، فقال ( اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ) .
واختلف أهل التأويل في معنى ( نَارِ السَّمُومِ ) فقال بعضهم: هي السموم الحارّة التي تقتل.
#تعقيب : وهنا أفتح القول لأقول ( الطبري يفسر لفظة الجان الواردة بأنه هو نفسه إبليس وهذا محال حسب سياق الآيات التي يعترض في آخرها إبليس ، قد يحتج بعض المعترضين على أن الله قال في سورة الكهف ..(( إن إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) ، لكنه قال الجن ولم يقل الجان ، وفرق بينهما ، الجن نوع من المخلوقات تجن أي تختفي ، كما يجن النهار فيصبح ليلا كما ورد في الآية : (( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا )) ، والجان إسم علم و ليس فعل ..لذلك أردت التوضيح )
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس في قوله ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ) قال: هي السموم التي تقتل، فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت قال: هي السموم التي تقتل.
///// /////////
تذكروا هذه النصوص من القرآن الكريم والمقاطع من تفسير الطبري وهو أبو جرير الطبري تلميذ الحسن البصري المعروفين في تاريخ رجالات الحديث والسند ،وهما معروفان وليسا مجهولان .
..
لنبدأ من الآيات في سورة الحجر رويدا رويدا ، وهنا أريد انتباهكم الشديد ، فما تكشف عنه هذه الآيات يشكل نقلة نوعية في علم الأجناس والأنساب ويشكل كليات الفهم لهذه القضية وهي دليل إثبات عملي على ما كشفته العديد من الحفريات المعلنة وغير المعلنة في التاريخ القديم والحديث في مصر و بلاد الرافدين والأناضول و شرق المتوسط وفي شمال أفريقيا .
الآية تتحدث عن أربع أجناس خلقها الله مختلفة عن بعضها البعض بعد أن تحدث الله عن خلق السماء والأرض والنجوم والأبراج .. إثنين خلقهما من صلصال من حمأ مسنون وهما الإنسان ، والبشر .. واحد سواه بنفسه و نفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بجميع أنواعها أن تسجد له و سماه بشرا .
والآخر خلقه قبل خلق البشر من صلصال من حمأ مسنون و سماه الإنسان ، لكنه لم يذكر أنه ميزه بالتسوية و النفخ و سجود الآخرين له ولو كانوا ملائكة ، خلقه قبل البشر بدليل أنه بدأ به الآية التي تسير في سياق زمني مرتب غير عشوائي لتخبرنا عن المسار الذي قطعته البشرية بجانب الأجناس الأخرى حتى ظهرت على مسرح الوجود.
وذكر صنفا ثالثا سماه الجان وأخبر أنه خلقه من نار السموم ، اي أنه يختلف في أصل الخلقة عن الإنسان و عن البشر ، وهذا الصنف من المخلوقات خلقه قبل الإنسان ، بدليل قوله ( والجان خلقناه من قبل من نار السموم )
فدل على اختلاف جدري في أصل الخلقة .
لن أتناول في هذا النقاش، معنى نار السموم أو الصلصال من حمأ مسنون والمارج من نار و غيرها ، وهل ظلت تلك الأجناس كما هي أم تغيرت فهذا بحث آخر نتناوله في موضوع آخر ، كي لا نطيل... ما يهمنا هو معرفة عدد الأجناس و خصائصها حتى نؤسس عليه في باقي نقاشاتنا ضمن هذه السلسلة.
والصنف الرابع تحدث عنه في معرض اعتراض إبليس على أمر الله بالسجود لآدم ، وهو إبليس نفسه بدليل أنه كان موجودا وقتها وجاء الحديث عنه ضمن السياق الزمني للأحداث .
و المثير أن إبليس في معرض اعتراضه على أمر السجود للبشر علل اعتراضه متحدثا عن الأصل الخلقي للبشر أنه من صلصال من حمأ مسنون، القرآن وثق ذلك وكأنه يؤكد لمن يقرأ أن هناك نوعين من الأجناس يجب التفريق بينهما و لو كانت نشأتهما المشتركة من صلصال من حمأ مسنون وهما الإنسان و البشر ، لكن البشر تم تمييزه بالتسوية المباشرة من الله بدليل ( سويته ) باللفظ المفرد وليس بصيغة الجمع ، و ( نفخت فيه من روحي ) كذلك بصيغة المفرد زيادة في التأكيد على فعل الله المباشر بنفسه دون تدخل أحد معه في ذلك ، ثم أمر الملائكة المخلوقات الأعلى شأنا بين مخلوقاته لتعلم المخلوقات الأدنى منها أنها معنية بالسجود كذلك تمييزا لهذا المخلوق الذي سماه بشرا ..
اعتراض إبليس جاء في سياق المقارنة بينه وبين الإنسان ، لاحظ ظاهر الخلقة من البشر ولم يلاحظ الباطن منه الذي فيه نفخة روح الله و المسوى بيده وعلى صورته كما في الحديث الصحيح ، و اعترض مبديا حسده لهذا المخلوق فكان القرار بلعنه وطرده من ذلك العالم .
وهنا بدأت معركة من تاريخ كراهية إبليس للبشر وذريته ، وفي هذه الآية يفصح الله تعالى عن أمرين وهما : #وقت_اليوم_المعلوم الذي ينتهي فيه #إنظار الله لإبليس ، و الأمر الثاني هو الإفصاح عن خصوصية طائفة أو نسل أو سلالة من ذرية البشر سماهم القرآن #عباد_الله_المخلصين ( بفتح اللام ) الذين ليس لابليس عليهم سلطان ..الذين نزع الله من قلوبهم الغل إخوانا على سرر متقابلين لا يسمهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين.
سأنهي مبحث الليلة هنا فقد أطلت عليكم ، لتفتح باب التساؤلات و التفاعلات التي سوف ترفع من مسار هذا النقاش.
هذه الآيات ستظل حاضرة معنا في النقاشات المقبلة عندما نتحدث عن مدى جدية الطرح بكروية الأرض من عدمه ، و عن كيف بدأ الخلق ، وعن قصة آدم البشري الذي سيأتي التأكيد عليه ضمن الآيات الأولى من سورة البقرة التي نزلت بعد نزول آيات الحجر .
#أيها_الإنسان_إنك_كادح_إلى_ربك_كدحا_فملاقيه ...إياك والحسد
#الحسد يحول المرتفع إلى ساقط ولو كان يعيش مع الملائكة...وهكذا وقع لإبليس ..
أيها الناس لا تحسدوا آدم وذريته على اصطفاء الله له ولهم ..فينالكم مصير إبليس .
#الحسد يحول النور إلى ظلام و لو كان صاحبه محسوبا في عداد عباد الله الصالحين ..
أيها الناس لا تحسدوا آدم و ذريته على نور الله فيتغشاكم الظلام .فينالكم مصير إبليس .
#الحسد يحول الآمن في بيته و عشيرته الذي له رزق يومه إلى مطرود و منبوذ وغير مرغوب فيه ولو كان من الجمال و القوة ولو كانت ذات حسن وجمال ..
أيها الناس لا تحسدوا آدم و ذريته فيذبل جمالكم و يهرم شبابكم و تذهب أرزاقكم وتنقطع أعماركم كما وقع لإبليس .
#الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ..أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ؟!!
نم على سماحة ونق قلبك من الحسد ، يأتيك رزقك هنيا لم تتعب فيه أبدا ..أيها الإنسان الذي غره حلم الله إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه..فماذا أنت قائل ؟؟
بقلم #ريم_الشاذلي Reem Shadili
تعليقات
إرسال تعليق