أوراق من حديد

 ♦️ #العميل_77   #الجزء #السادس 


♦️ #رواية 


♦️الفصل الأول :  #أوراق_من_حديد 

   ♦️  #بقلمـــي #ريم_الشاذلي 


يبدو الأمر محيرا عندما تسمع القصة من جهة واحدة أو عندما تسمعها متقطعة بأجزاء صغيرة على شاكلة فتات لا تسمن و لا تغني من جوع !!


و قتها ستشعر أن هناك أمراً غير مفهوم و أن هناك علامات استفهام و تعجب كبيرة غير واضحة بتاتا !!!؟؟

أنت تسمع و ترى القصة أمامك أربعة وعشرين ساعة لكنك في دوامة من الحيرة و الاستنفار اللاشعوري ، تريد الخروج و الهروب من تلك  الحقيقة الزائفة و المظللة، لكن البرمجة الجماعية تقنعك أنها حقيقية و هي الحقيقة فقط ، تستسلم تارة و تستنفر تارة أخرى ، وكأنك بين مهابةورجاء .


لكن العقل الجمعي داخل الماتريكس مكبل بأغلال لايكاد يراها و لا سبيل له للنجاة إلا بالتمرد ، نعم تمرد قوة الروح على الجسد المستنزف روحيا و فكريا و عقائديا و أيديولوجيا ، نعم هي محاولة إعادة تأهيل الجسد و إدماجه للعيش من جديد ..


تمرد الفكر الواعي المنطقي على ثقافة الجهل و الاستحمار و العبودية .. 


تمرد الكلمة الحرة على حروف الاستعباد التي تباع و تشترى في بورصة أصحاب البذل الأنيقة المزيفة دعاة النفوذ وأي نفوذ !؟

نعم تمرد قلم المعرفة و حبر العرفان على خرافات العصر و مجتمعات جاهلية يعاد إنتاجها بوسائل حديثة علنا وبكل صفاقة. 


.. و البداية من تمرد الإنسان على نفسه شخصيا و إعادة البرمجة المعلوماتية التي صاغت عقله و تصحيح الأفكار الملغومة قبل فوات الأوان ، 


في هذه اللحظة عندما أكمل "  المعلم الأكبر "  جملته و صار يحتسي فنجان قهوته ، نظرت إليه و ابتسمت ثم قلت له : من يسمعك في هذه اللحظة سوف يتأثر بكلماتك بكل تأكيد ، لكن ألست أنت و من معك في نفس الخط و المنهج تسعون لبرمجة الناس على المفاهيم التي تخدم أفكاركم و مصالحكم؟! 

فكيف تريدهم أن يتمردوا و هم مكبلون بأغلال أنتم و ضعتموها على أعناقهم و أيديهم و أوطانهم !! 

حتى صار الرجل منهم غير قادر على الصراخ عاليا بأن هذا الوطن وطنه و أن هذا القمح قمح أجداده ، وأن هذا الماء العذب هو من بركات سماء وطنه ..فكيف إذن تريد لهم أن يتمردوا ؟؟!

وكيف تريد أن يكونوا أحرارا و قد جعلتم الأرض و من عليها عبارة عن شريحة إلكترونية ؟؟! 


فأجابني و هو يمسك ثلاثة أوراق صغيرة  بين يديه ، الأولى باللون الأصفر و عليها خطين بالأخضر .. و الثانية  باللون الأسود و عليها خطين بالأحمر و الأخضر  ..و الثالثة باللون الأحمر و الأسود وعليها طائر ذهبي ثم قال  : الحياة يا عزيزتي ترغب في المجاهدين و المتمردين و الجاهلين و العنصريين و العازفين على موسيقى الحب و الحرب .. إنها سنفونية الحياة بدونها لا تدور العجلة ، ولا تكون الحياة حياة و لايكون  الإنسان  إنسانا .. 

هل رأيت يوما زيتا بلا عصر للزيتون تحت عجلة المطحنة !! 

بالتأكيد لا ... الحقيقة أن هؤلاء المخلوقات التي تدافعين عنهم ، وترينهم بشرا يستحقون الحياة،  ماهم سوى أوباش تستحق العصر و الفرم في معصرة الأخوية المقدسة، إنهم مجرد مخلوقات تم صنعها و إعادة تدويرها في مصانع العظماء .. ثم رمى بالورقات الثلاثة في المدفئة التي كان يقف بجوارها.. وهو يتأمل اشتعالها و احتراقها بين الحطب . 


فضولي جعلني أسأله ماذا يوجد في  تلك الورقات التي رميتها في المدفئة ؟! 


نظر إلي و هو يبتسم ثم قال : فضولية كما أنت منذ الطفولة لم تتغير عاداتك حتى بعد كل هذه السنوات ، ثم استطرد قائلا: هناك بعض الأوراق التي عليها أن تحترق لنعيد تشكيلها من جديد، وهناك بعض الحروف عليها أن تختفي لنعيد كتابة التاريخ من أول السطر للأجيال القادمة ..

و هناك قواعد محصنة عليها الاحتراق عن بكرة أبيها حتى لا يجدون ملجأ يلجأون إليه إلا إلينا ..

و هناك أقنعة عليها السقوط حتى تظهر الوجوه الحقيقية ..

و هناك طائرت و صواريخ عليها الانطلاق إلى قلب الحدث ..

و هناك من عليه أن يموت ليعلم من لا يعلم أن هناك خطوطا حمراء ممنوع تجاوزها ..

الحرب تخلق السلام كما السلام يخلق الحرب ..

الآمان يفسد الشعوب و انعدام الآمان يستعبد الشعوب..

اللصوص الصغار تسرق المواطنين و اللصوص الكبار تسرق من الجميع ..

و هؤلاء الصغار لا يعلمون قواعد التجسس على أصوله لكننا سنعلمهم بكل هدوء كيف نرى بعيونهم ونسمع بآذانهم و نتحدث بألسنتهم ..حتى أننا نمنحهم شعورا مزيفا على أنها مشاعر حقيقية .. 


القاعدة تقول : من ارتكب الذنب يستحق العقوبة .


فقلت له مستغربة من حديثه ماذا تقصد بحديثك هذا ؟؟! 


قال : لا أظن أنه الوقت المناسب لأخبرك لكنني سأخبرك في أقرب فرصة ممكنة ، ما رأيك في وجبة عشاء هذا المساء و قتها أستطيع إخبارك بكل شيء .. 

لكن أخبرني الآن كيف حالك الآن بعد تلك الحادثة المؤلمة ..

لعلك بخير؟! 


                                                          🔴 فلاش باك 


                                              🧭قبل أربعة وعشرين ساعة 

                                           مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة 

                                                                                 🎡  


كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا : بينما كنت في مكتبي أشرب فنجان قهوتي الصباحي المعتاد ، وبينما أنا أتصفح الأخبار على هاتفي كما هي عادتي دائما ، دخلت السكرتيرة إلى مكتبي  و على وجهها علامة استغراب ، اقتربت مني وقالت : 

سيدتي وصلك طرد أسود اللون ، والمرسل مجهول الهوية و في هذه الساعة من الصباح الباكر !!! 

خير اللهم اجعله خير !! 


سألتها : من أوصل الطرد ؟! 


فقالت :  لقد كان رجلا  يرتدي خوذة على رأسه ، سلمني هذا الطرد و أخبرني أن أوصله إليك سيدتي شخصياً ثم غادر .

  

فطلبت منها المغادرة لإكمال عملها ، أمسكت ذلك الطرد الأسود و فتحته  فوجدت داخله صندوقا صغيرا عليه ختم باللون الأحمر و عليه علامة السيف و حبة قمح ، و داخلها كانت هناك ورقة مكتوبة عليها : 


    إلى العزيزة ماري نلتقي غدا في مدينة طنجة في مثل هذه الساعة .

        توقيع

( المعلم الأكبر ) 


 عندما قرأتها  ابتسمت وقلت في نفسي : طنجة أين أنا و أين مدينة طنجة !! ؟؟ 

ترى من له مزاج ليمزح في هذا الصباح الباكر ؟؟!! 


أخذت الورقة و أعدتها إلى الصندوق و تركتها في إحدى الأدراج، أكملت عملي كما دائما حتى الساعة الواحدة ظهرا ثم خرجت من المكتب متوجهة إلى سيارتي في مرآب المبنى ، وبينما هممت فتح باب السيارة لفتتني ورقة صغيرة على الزجاج الأمامي مكتوب عليها "  لا تنسي موعد الغد " أخذت الورقة و قلت في نفسي :  إذا الأمر جدي !! 

ركبت سيارتي و ذهبت إلى منزلي، وكنت أفكر ..من المرسل ياترى و ماذا يريد !!؟ 


                                                                            🎡 


في تمام الساعة السادسة مساء بينما كنت في السيارة مارة من فوق جسر لندن🌉 الشهير متجهة من جنوب المدينة نحو شمالها ، وكانت القلعة الشهيرة 🛕تبدو أمامي من جهة اليسار .. سمعت صوت انفجار قوي قادم من وسط لندن ، من جهة الجنوب باتجاه الشرق،  و كأن شيء ما انفجر ، ماهو لا أدري ؟؟ 

كان الدخان الأسود يصل إلى عنان السماء و صفارات الإنذار تدوي في كل المنطقة، انتابني شعور مخيف في تلك اللحظة و لم أعرف ما علي فعله . 


                                                                              ⏲

                     

                                            ♦️قبل الحادثة بنصف ساعة " فلاش باك " 

                                                                              🕠 


كنت في جلسة صغيرة مع صديقاتي في كافييه بطراز روسي قديم ،  وكنا نتردد إليه دائما لأنه يتمتع بالهدوء و الخدمة الجيدة كما أنه يذكرني بأيام ( بيتهوف ) الجميلة ، و بينما كنا منغمسين في الأحاديث اقتربت مني نادلة شابة و وضعت فنجان قهوتي أمامي و هي تنظر إلى عيني وكأنها تريد أن تخبرني بشىء ما .. ، ثم غادرت بكل هدوء دون أن تثير انتباه جليساتي ، إحساس قوي في تلك اللحظة أخبرني أن هناك أمرا مريبا ما أجهله يحدث أو سيحدث ، وعلى الفور أخذت فنجان القهوة لأرتشف منه ، لكنني وجدت ورقة صغيرة بأسفل الفنجان مكتوب عليها بحبر أزرق فاتح:  


                                       غادري المقهى فورا " توقيع : المعلم الأكبر"  .

                                                                              🏛


تذكرت رسالة الصباح بتوقيع المعلم الأكبر،  شعرت أن هناك أمرا غير طبيعي يحدث ، نهضت وطلبت من صديقاتي المغادرة فورا ، لكن هناك من نهضت معي من صديقاتي و دون أي نقاش  و هناك من رفضت المغادرة لأنها لم تكمل شرب قهوتها بعد ، طلبت منهن الرحيل وبكل إلحاح لكنهن رفضن ، تركت الكافييه و غادرت مع صديقاتي الثلاثة و هن مستغربات وهن يسألنني ماذا هناك يا ماري ؟؟! 

ماذا يحصل ؟!! 

هل حصل شيء ما  لا نعرفه؟!! 

فقلت لهن :  لا أعلم لكن وصلتني رسالة تطلب مني المغادرة فورا . 


في هذه اللحظة نظروا إلى بعضهم البعض وصرن يضحكن و يقولن : 

يا إلهي أكيد إنها مزحة من إحداهن .. هيا لنعد إلى الكافييه و نكمل قهوتنا ..

لكنني رفضت العودة ، كنت أشعر أن هناك شيئا ما سوف يحصل ، كان هناك حدس قوي بداخلي ، ثم أخبرتهن أنني رأيت ليلة البارحة بينما كنت نائمة شيئا مخيفا .. رأيت نارا مشتعلة في كل مكان .. وكنت أسمع أصواتا مرتفعة تطلب النجدة ، بعدها رأيت تابوثا ذهبيا يخرج من قصر باكينغهام ، وعندما اقتربت منه كانت الأميرة ديانا تنام بداخله ، وعندما اقتربت أكثر لألمس وجهها الجميل تحولت الأميرة ديانا إلى الأمير هاري ، لقد كان نائما في التابوث بلا حراك ، كانت هناك بعض النذوب على وجهه و كأنه تعرض لحادث سير كما حصل مع أمه!! 

و قتها نهضت مفزوعة و أنا أتصبب عرقا .. 


بينما كنت أقص عليهن المنام سمعنا سوية صوت انفجار قوي اهتزت له الأرض من تحت السيارة و اهتزت قلوبنا مع ذلك الانفجار ،  كنا نحملق في بعضنا البعض و نحن نسأل : 


ماذا يحصل ؟ ما هذا الانفجار؟؟! 


دخلت صديقتي إلى موقع الأخبار المباشرة من هاتفها لتعرف ماذا حصل و تخبرنا لكي نعرف ، لكنها بعدما قرأت الخبر تحجرت عيونها و فتحت ثغرها و كأنها رأت وحشا أمامها!! 


كنت أسألها ماذا هناك يا كارولين ؟ ما هذا الانفجار؟؟! 


فتمتمت بكلمات متقطعة : ..إنه الكافييه .. الكافييه.. الكافييه الذي كنا فيه قبل قليل  !! بوووم☄ 


كنت أسألها بوووم ..ماذا ..؟؟

تحدثي!! 


فقالت : الكافييه الذي كنا فيه قبل قليل لقد انفجر و لا يعرفون سبب الانفجار . 


فسألتني صديقتي ( فاتي ) وقالت لي وهي خائفة  : أين تلك الورقة التي أعطتك إياها الناذلة يا ( ماري ) ؟؟! 


فقلت لها : إنها في جيبي ،  أخرجتها وعلى الفور أمسكتها ( فاتي ) و أعادت قرائتها بصوت مرتفع  : غادري المقهى فورا توقيع ( المعلم الأكبر )

نظرت إلي ( فاتي ) وهي تسألني من هو المعلم الأكبر؟؟!

فقلت لها : لا أعلم صدقاً ..ليست لدي أية معلومة !! . 


فقالت كيف لا تعلمين !! ؟

من سيرسل رسالة كهذه ؟؟! 

من فجر المطعم ؟! 

من هؤلاء ؟؟؟! 


يا إلهي لو كنا جلسنا لدقائق أخرى ما كنا أحياء ، أكيد كنا في عداد الموتى الآن !! 


بينما كانت ( فاتي ) تتحدث و تطرح الأسئلة بدون توقف و صلتني رسالة على الهاتف : ( ترجلي من السيارة أنت و من معك فورا و اركبي تلك السيارة الجيب السوداء القادمة من جهة اليمين ، في هذه اللحظة شعرت بخوف و حيرة ، أحسست و كأنني أنزلق من المقعد الذي أجلس عليه ، و ببرودة تنزل من رأسي إلى أخمص قدماي .. 

ألف  سؤال وعلامة استفهام دارت في رأسي : 

من .. ؟؟!

و كيف .. ؟؟! 

و لماذا .. ؟؟! 

و من هذا ؟؟! 

و ماذا يريد ؟؟! 

في تلك اللحظة أوقفت السيارة بسرعة و قلت بصوت مرتفع لصديقاتي :  انزلن من السيارة بسرعة ، نظرن إلي نظرة استغراب ، لكن لم يقلن كلمة واحدة ، ذهبت مسرعة باتجاه السيارة ( الجيب السوداء ) و التي كانت قادمة بسرعة و كأن هناك من يطاردها ، ركبنا السياره بسرعة و غادرنا ذلك الجسر بسرعة هائلة ، كان السائق يرتدي خوذة سوداء على رأسه ، فتذكرت عندما أخبرتني السكرتيرة أن من أوصل الطرد هذا الصباح كان رجلا يرتدي خوذة لم ينزعها من على رأسه ،وما أن غادرنا الجسر حتى سمعنا صوت انفجار قوي آخر قادم من الجسر التفتنا جميعنا لكي ننظر إلى  مصدر الصوت ، لتكون الصدمة كالصاعقة .. لقد كانت السيارة التي كنا نركبها وقد انفجرت وسط الجسر !!! 


 في هذه اللحظة لم نصدر صوتا ..صمتنا طويلا.. صمت الصدمة..شعرنا و كأننا نشاهد فيلما سينمائيا و كل هذا الأكشن سينتهي بعد دقائق فقط و سنعود لحياتنا الطبيعة .. 


بعد دقائق أدركنا أن ما يحصل حقيقة و لم يكن فيلما و لا مسلسلا ..لقد كان واقعا .


أوصلنا السائق إلى أماكن إقامتنا دون أن ينطق بكلمة واحدة ، أوصل كل واحدة منا و كأنه كان يعلم مكان إقامتنا منذ زمان بعيد . 


عندما وصلت إلى منزلي وجدت سيارة سوداء داكنة من طراز ( فيانو ) تنتظر عند الباب ، ما أن نزلت من السيارة حتى خرجت سيدة أربعينية من تلك السيارة وهي ترتدي بذلة رسمية سوداء و كرافت نسائية حمراء .. اقتربت مني و طلبت أن أرافقها للقاء  " المعلم الأكبر "  في مدينة طنجة .. في تلك اللحظة تجمدت في مكاني و  لم أشعر بأي شيء ..لا بخوف و لا بتردد ، كل ما كنت أرغب في معرفته هو  ..من يكون هذا  ( المعلم الأكبر) . 

كنت أريد أجوبة لأسئلتي التي حيرتني طوال هذا اليوم .  


                                                                         🏛🏛🏛

                                                                              🕠

                                                                              ⏲ 


وإلى حلقة أخرى من روايتي #العميل_77 


بقلمي✒ #ريم_الشاذلي 

#reemnorr #reem_shadili 


#foryoupage #foryou #foryouシ #instagram



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سلسلة حوار ساخن #أرض التيزيون# السجلات الأكاشية #نهر الحياة #الخاتم المفقود#شجرة الخلود#رسالة مجهولة1330

رواية " مرآة الزهورين" ...الجزء الاول

من هم الزوهريين ؟