أعمدة الزمن _ رحلة الثعبان و البيضة _ الجزء الثاني
♦️ #أعمدة_الزمن #رحلة_الثعبان_والبيضة ♦️
♦️ #الجزءالثاني #رواية♦️
♦️ #بقلمي #ريم_الشاذلي ♦️
لم يكن مجرد حلم عادي بل كان و كأنه مصيرا يتم التخطيط له بتفاصيل دقيقة .
و كأن هناك أصابع قديمة تنحت حروفاً معقدة على
( أحجار اللوتانا ) حروفاً لم تكن عادية ، بل كانت مصيرا مسطراً ، أصابع كانت تعرف كيف تتلاعب بالقدر لتشكل سمفونية الحياة .
لم تكن تعلم ( ماري ) أن مصيرها سيتغير بهذا الشكل
لم تكن تعلم أن ما ينتظرها سيدخلها عوالم و أراضين محرمة !!
لم تكن تعلم أنها ستكتشف أن العالم الذي تعيش فيه لا تحده الجدران الجليدية فحسب بل و لا حتى تلك الجبال التي يسمونها ( جبال الأفعى ) بل العالم أكبر من ذلك بكثير .
لم تكن تعلم أن تلك الكيانات الغامضة ستتربص بكل من سيقترب منها و تعاقبه على اقترابه
لم تكن تعلم أنها ستكون مظطره للإبتعاد عن الجميع
فقط لتحمي من تحب من العيون المتلصصة .
لم تكن ( ماري ) يوماً تخاف من مواجهتها هذه الكائنات المرعبة ، لكنها كانت تخاف على من تحبهم من أذيتهم فكانت تنسحب من حياتهم و كأنها لم تعرفهم يوماً أو تحدثهم .
ربما كانت تصرفاتها غريبة !!
لكنها الوحيدة التي كانت تعلم ما تخفيه ضمائر تلك الكيانات الشريرة ، لذلك كانت تكتفي بالشاشة الكريستالية لمعرفة أخبارهم من بعيد و هي تضمن أن لا أحد سيؤديهم بعد الآن .
( ماري ) كانت مترددة لسنوات طويلة أن تكتب قصتها و أن تشاركها مع سكان الأرض الأولى
كانت مترددة حتى حصل ذلك الشيء في تلك الليلة المظلمة و الباردة ، يومها قررت أن تطلق العنان لقلمها و صوتها ،
حكايتها لم تكن يوما عادية أبدا ، و ربما هي ليست الوحيدة التي رأت تلك الأفاعي في عالم أحلامها، فمن يدري فربما هناك آخرون رأوا ذلك !!
البنية الفكرية للفلسفة تقول احياناً أنه ليس بالضرورة أن نذهب للغابات لنصادفها بل هي تتراءى في وجوه البعض وتتحدث على ألسنتهم وتحرك قلوبهم و أفعالهم ، فلطالما وجد بشر على هيئة أفاعي ، ذلك لم يكن يوما خيالا و لا أساطير الأولين ، تلك الحقيقة حقيقية بدرجة كبيرة ، وتستطيع أن تتخفى كما تتخفى الحرباء.
ويظل ذلك العالم الغريب و برغم وحشيته و بكل مافيه من المساوئ و الأعمال السحرية واضحا جدا ، وبدون أقنعة ، وليس كسكان الأرض الأولى من البشر .
ذلك اليوم قررت ( ماري ) أن تفتح مذكرتها القديمة بعد كل تلك السنوات ، مذكرتها التي غطها الغبار رغم أنها كانت مخبئة بعناية في ذلك الصندوق الأسود .
ذلك اليوم كان أول مرة تفتح فيها تلك المذكرة بعد مرور كل تلك السنوات ، ثم بدأت تقرأها و كأنها تستعيد ذكريات مؤلمة و أخرى سعيدة ، كانت الدموع في عينها تحكي ألف قصة بدون صوت أو لسان .
كانت تقول بصوت خافت لم افتح هذا المذكرة لأنني كنت خائفة ، بل لأنني كنت مترددة ، لأنها تتطلب وعيا معينا قد لا يتوفر أناس معينة ، وحتى يتحقق بعض ذلك الوعي ، كانت تلك المذكرة في طي درج الصندوق الأسود تتخفى من نفسها قبل غيرها .
بدأت الحكاية عندما كنت في ( الثالثة عشر سنة ) من عمري ، عندما بدأت تلك الرؤيا تتكرر مرارا على مدار العشرين سنة و أكثر و كأنها لازمة لابد لها من التكرار .
في كل ليلة كنت أشاهد كهفاً غريباً وسط جبال ضبابية يصدر منه أضواء و أصواتا و كأن أنين أحدهم يتألم في ثنايا الليل المظلم ، و كأن هناك من يتألم دون أن يسعفه أحد أو ينجده .
كان الصوت الذي أسمعه كل ليلة يشبه صوت الناي الحزين !!
كنت أحاول معرفة مصدر هذا الآنين و هذا الصوت !!
فكان أول قرار اتخذته مع نفسي أن أعبر ذلك الجسر الذي يربط بين عالمين مختلفين ، أرضاً كانت خصبة بسهول و أشجار خضراء ، و أرض قاحلة و كأنها أرض منسية لا حياة فيها ، كان الضباب الأبيض يغطي الجبال حتى أنك لا تستطع أن ترى أبعد من خطواتك ، كنت أشعر بالخوف و في نفس الوقت كنت أشعر بالحماس .
ذلك الصوت الحزين لم يكن يتوقف عن العزف حتى طلوع الشمس .
كان المكان على ما يبدو خاليا من المخلوقات ، لا يوجد فيه إلا صدى صوت الناي ،. . و أنا و سط الجبال و الضباب لا طيور و لا حيوانات و لا شيء ، ر غم تلك الصعاب التي كانت ترهقني خلال تسلق ذلك الجبل إلا أنني كنت مصرة على معرفة مصدر ذلك الصوت !؟
فجأة سمعت صوتًا هامسًا يتردد في الهواء ( ماري ) يا ماري لديك القوة لتحقيق ما تريدين ، فقد تكونين أنت بنفسك مفتاحًا
كنت أسمع صوتاً يخبرني بأن أكمل طريقي و كأنه يقول : أنت فتاة شجاعة لا تخافي ، أنا معك و لن أتركك أبدا، تقدمي يا ماري ، كان صوتاً و كأنه مألوفاً و كأني سمعته من قبل لكن لا أعلم أين ؟؟!!
إصراري و شغفي في معرفة مصدر الصوت كان دافعاً للاستمرار إلى الأمام رغم العراقيل .
لكن في نفس الوقت ذلك الشعور الذي كنت أشعر به و أنا في ذلك الجبل الغامض كان يسيطر على تفكيري ، كنت أشعر و كأنني أذي كل من أحبهم عائلتي أصدقائي و كأن هناك كيانات غامضة تحاول التربص بهم و كل من حاول الإقتراب مني تعاقبه !!
و كأن هناك من يريد إبعادي عن الجميع ، كنت أسمع ذلك الصوت و كأنه فحيح أفعى تتحدث بصوت منخفض قائلةً : ( ماري ) انت وحيدة و سط كل هذه الجبال و ليس هناك من ينقذك مني .
عندما وصلت إلى الكهف كان شيئا مذهلاً و مخيفاً في نفس الوقت !! كانت هناك أضواء خافتة تصدر من بيضة كبيرة و كأنها بيضة تنين بلون أزرق ، حولها أفعى ضخمة ذهبية اللون لا تتحرك و كأنها في سباث عميق . رغم ذلك كانت عيونها لامعة و كأنها كانت تراقب المكان .. !!
عيونها كانت تحكي الكثير ر غم صمتها الرهيب وجحوض عيناها !!
و كان ذلك الصوت يصدر من تلك البيضة العملاقة و التي كانت تشع بضوء ازرق تارة و تارة يتحول لونها إلى ذهبي . . رغم الخوف الذي كنت أشعر به إلا أنني كنت اشعر في نفس الوقت بالفضول و الحماس .. اقتربت منها بهدوء أغمضت عيني و لمست تلك البيضة و ما ر أيته كان غريباً و مخيفاً في نفس الوقت !!.
شعرت بدفء تلك البيضة العملاقة و أحسست بنبضها القوي !!
لم يكن ذلك الصوت صادراً عن آلة موسيقية بل كان نبض تلك البيضة العملاقة الذي يسمع في كل تلك الجبال و السهول ، كان صوتها حزيناً و كان نبضها مرتفعاً
لوهلة شعرت بأن يدي التصقت بها و كأنها مغناطيس تحاول جذبي إليها بأي طريقة ممكنة !! .
و فجأة استيقظت من النوم و أنا خائفة كنت أشعر بتوتر كبير و لا أعلم ما الذي رأيته على وجه التحديد !!
حاولت تهدأت نفسي و عدت للنوم مجددا ، في الصباح عند استيقاظي شعرت بألم في يدي عندما رفعت أكمام الفستان ، كانت توجد كدمات زرقاء على كلتا يدي و كأن هناك من كان يضربني بقوة .
فقلت في نفسي ر بما شيء ما عضني أو قرصني بينما كنت نائمة .
و لكن ما حصل فيما بعد كان صادماً بالنسبة لي !! .
حضرت نفسي كعادتي أنا و أخواتي البنات لنكون على مائدة الإفطار الصباحي ، جهزت نفسي و ارتديت فستاني الوردي و ربطت شعري ورششت من عطري المفضل برائحة الياسمين .. أتذكر ذلك اليوم جيدا ، كان يوما رائعا و مشمسا ، وقد كان الفصل ربيعاً ، و كانت رائحة الأزهار تفوح في كل مكان و تغريد الطيور يطرب السامع ، كنت سعيدة و متحمسة لكي أحكي تلك الحكاية المذهلة لأمي و أبي ثم ذهبت إلى غرفة المعيشة لألقي التحية عليهما كعادتي ، لكن لم أستطيع أن أصدر صوتاً واحداً و لا حتى حرفاً .
استغرب الجميع و لم يعلموا ماذا كان يحصل معي يومها !! ربما كان برداً أو عدوى بسب تقلب المناخ ؟؟!
حاولت جاهدة التحدث و رفع صوتي لكن جميع المحاولات بأت بالفشل .
بعد يومين أحضر أبي دكتورا من العاصمة ، و كان معروفا في الوسط الطبي وقتها أنه كان من الدكاترة المتميزين كما كان يمتع بكفاءة عالية جدا في مجاله .
أتذكر أن الدكتور بعد المعاينة الطبية حاول أن يمازحني على أساس أنه مدرك أنه يعرف أن هذه مجرد حيلة مني حتى أجذب انتباه والدي و كأنه دلال طفلة صغيرة لا عقل لها . . ، لأنه لم يجد بي شيئا بعد أن أكمل الفحص ، لكنني كنت صامة لا أنطق كما كنت منذ يومين . و قتها شعرت أن هذا الدكتور أحمق و غبي خلاف ما هو مشهور عنه ههه .
لأنني كنت أبني آمالاً كثيرة على فهمه لحالاتي ، كنت أظن أنه يشبه الساحرة التي كنا نسمع عنها في الحكايات يستطيع بسماعته معرفة ما يجري ، أو بقطرة واحدة من مشروبه السحري قادر على إعادة صوتي .
لكن بدون جدوى ..
سمعت الدكتور يومها يقول لأبي في همسٍ : لنعطيها القليل من الوقت لربما هذه حالة نفسية و ستمر .
ثم أردف قائلا: لكن لفت انتباهي تلك الكدمات التي كانت في يديها و كأنها كدمات عنف !!
هل يمكن أن تشرح لي هذا الأمر رجاء ؟!
أجابه أبي بكل عفوية : صراحة لا نعلم ، تلك الكدمات كانت بيدها في ذلك اليوم الذي لم تستطيع أن تتحدث فيه .
و لم نعلم لحد الساعة سببها و لا هي استطاعت إخبارنا .
اقترب الدكتور ( ألفريد شونكوفا ) من أبي أكثر و همس في أذنيه: ربما هي من فعلت ذلك !!
قرصت نفسها حتى تلفت اهتمامكم أكثر ، فكما تعلم بحكم عملي كدكتور فقد صادفت مثل هذه المواقف كثيراً ، فغالباً ما تكون مجرد مشاكل أطفال مراهقين ،لا تقلق سيدي ستكون ابنتكم بخير خلال الأيام القليلة القادمة .
أتذكر أن أبي أعطاه جناحاً كاملاً لكي يكون مرتاحاً فيه ، كي يباشر مهامه براحة أكثر .
خلال تواجد الطبيب في قصرنا و منذ أسبوع عن تلك الرؤيا ، ظلت تتكرر مرارا وتكرارا و في كل ليلة بكل تفاصيلها المملة .
و في كل صباح أنهض مع كدمات جديدة زرقاء ،
و كلما رأتني أمي أحسست أنها تبكي بدون دموع و كأنها لاتريد أن تعرفني بأنها حزينة على حالتي ، و كأنها تخبرني بأن كل شيء سيكون على مايرام و أن هذا أمر طبيعي جدا .
و كما يقولون كل مر سيمر .
اليوم هو الأسبوع الرابع و لاشيء تغير كل شيء لايزال على حاله ، صوتي لم يعد و الكدمات لم تتوقف !!
و قتها قررت أمي النوم معي في غرفتي أنا و أخواتي البنات .
أول ليلة نامت أمي في سريري و بجانبي ، كنت أشعر بسعادة غامرة و بأمان في نفس الوقت ، كنت أشعر أنه طالما أمي بجانبي لاشيء يستطيع أذيتي أو الاقتراب مني .
حضنتها تلك الليلة بكل قوة و نمت نوماً عميقاً دون أن أشعر بنفسي حتى الصباح .
عندما فتحت عيني بحثت عن أمي بجانبي لكنني لم أجدها ، فقلت في نفسي ربما ذهبت لتكون على رأس الموظفين كما دائماً أثناء خدمة الصباح .
جهزت نفسي كالعادة و توجهت إلى غرفة المعيشة لكن لا أحد كان فيها ، كل شيء جاهز لكن أمي أبي أخواتي ، أخي الصغير الطبيب الذي اعتدنا رؤيته كل صباح على المائدة، لكن لا أحد كان موجوداً .. و قتها استغربت كثيرا ثم سمعت صوتاً خافتاً قادماً من غرفة الضيوف ذهبت مسرعة إلى هناك و عندما وصلت إلى الباب سمعت أمي تبكي و هي تقول : يا إلهي لم تكن هي من تقرص نفسها ليست هي !!
كنت بجانبها طوال الليل و فجأة صار جسمها الصغير يرتعش و كانت ( ماري ) تتكلم بلغة غير مفهومة و فجأة صدر ضوء ازرق من يديها كان قوياً لدرجة أن الغرفة صارت شبه مضيئة .
ثم تحدث أبي قائلا: يا دكتور حدثنا ما هي حالة ابنتي الصغيرة، أنا اشعر بالقلق الشديد!؟
كان الدكتور متوتراً على غير عادته لم يكن بنفس التكبر و الثقة و العجرفة التي كان عليها منذ أربعة أسابيع ،
وكان و كأنه خائف أن يفقد سمعته و مصداقيته بين المجتمع المخملي عندما يعرفون أنه لم يستطع أن يعالجني .
كان يتمتم قائلاً : ام . . ام . . أظن أنها ملبوسة ربما عليها الذهاب إلى الكنسية و رؤية الكاهن ليباركها . ربما هناك روح شريرة تتلبسها ، و هذا الأمر خارج عن خدمتي و معرفتي المهنية .
فالطبيب ( ألفريد شونكوفا ) كان مسيحاً متديناً و كان مؤمن أن الخلاص في يدي الكنيسة و حدها .
تم إقتربت اكتر من الباب فوجدت أختي الكبرى تبكي ،وعندما حاولت الإقتراب أكثر سمعت خطوات أحدهم يقترب فعدت أدراجي و دخلت غرفتي على أساس أنني لم أسمع شيء مما تحدثوا عنه في الغرفة ، لأجنبهم الإحراج .
لكنني دخلت في صدمة أخرى رغما عني لكنها كانت مختلفة هذه المرة ،
لقد كنت لازلت نائمة وجسدي كان فوق السرير ، لكنني أنا كنت واقفة هنا وسط الغرفة تماماً !!
هل هناك إثنين مني أم أنني لازلت أحلم ؟!
فجأة شعرت بدوار و استيقظت و أنا في سريري ، وكنت لازلت مرتدية فستان نومي الزهري !!
و أمي كانت بجانبي تمسك يدي و تنظر إلي بعيون و كأنها تترقب شيء ما !!!
ما هو لا أدري صراحة !!
كان الأمر مريبا جدا !!
عندما استيقضت حضنتني أمي بقوة ثم ابتسمت ابتسامتها و كأنها تخبرني بأن كل شيء سيكون على مايرام يا عزيزتي .
لكن ما سمعته ذلك الصباح أحزنني ، فأخذت ورقة و قلما كما أخبرني الطبيب أن افعل و كتبت ما رأيت قبل قليل في غرفة الضيوف . . و أن هذا الطبيب غبي لا يفهم شياً ، و أن الوضع ليس كما قال أبدا.
عندما قرأتها أمي نظرت إلي نظرات استغراب و كأنها مصدومة !! و أعطت الورقة لأبي الذي كان واقفا أمام باب الغرفة ، ثم عادت و جلست بجانبي و أمسكت بيدي بقوة
و قالت بصوت منخفض متقطع . . لكن عزيزتي ماري انت غائبة عن الوعي منذ أسبوع و هذا الأمر حصل فعلاً لكن كنت هنا نائمة بلا حراك !!
كنت يا عزيزتي منذ أسبوع لا تتحركين و لا تأكلين و ذلك الضوء الأزرق يشع من كلتى يديك في كل ليلة !!
و تلك الكدمات تظهر كل صباح من العدم !!
و قتها لم أكن أعلم هل ما تقوله أمي صحيح أم أنها إحدى ألاعيب ذلك الدكتور الغبي !!!
كنت مشوشة للغاية و صوتي لم يرجع بعد .. في تلك اللحظة شعرت بخوف شديد كنت أريد أن أصرخ بكل قوة ،فقد كنت أحتاج صوتي بكل ما أوتيت من قوة لكن بدون جدوى .
شعرت و كأنني في دوامة تكرر نفسها مرار و تكرار!!
لكن كان شيئاً بداخلي كان يشعرني بالآمان ، كان إحساساً غريباً جدا .. كان صوتاً يخبرني بألا أخاف . . و بأن كل شيء سيكون على مايرام مع مرور الوقت .
#بقلمي #ريم_الشاذلي
#رواياتي #الجديدة #القديمة
#reem_shadili
#محبتي #لكم 🙏
#الجميع #اشارةللجميع
#fypシ #foryoupageシ
#photo #viralpost2024
#viralshorts #viralreelsシ
#foryoupagereels #explore
تعليقات
إرسال تعليق