أعمدة الزمن 🔺️ رحلة الثعبان و البيضة 🔺️ الجزء الثالث
♦️ #أعمدة_الزمن #رحلة_الثعبان_والبيضة
#الجزءالثالث #رواية
و بعد مرور كل تلك السنوات و كل تلك المعاناة اخبرها الكاهن أنها ستلتقي مع ( كيوبيد ) في المستقبل و أنه الوحيد الذي يستطيع أن يعيد ( كلاداغ ) إلى الحياة من جديد و أنه حتى ذلك الوقت عيشي كما يعيش الآدميين على أرض البشر بلا أجنحة و لا صوت .
كوني كالموسيقي الحزينة التي تسمع بلا كلمات و لا حروف .. و في كل ليلة ضعي يديك على صدرك و انظري إلى القمر ربما يعود نبض قلبك من جديد و يعود صوتك يصدح في كل ارجاء المعمورة .
ثم اقترب ( الكاهن ) من ( ماري ) و وضع يده على رأسها و كأنه يباركها ثم انصرف و كأنه جاء من الماضي السحيق ، فقد تلاشى أمام عيون الحاضرين في الكنسية و كأنه كان مجرد هلاوس بصرية !!
كان الجميع مصدوما مما رأوه هناك في تلك الليلة !!
فقد كان ذلك ( الكاهن ) طويل القامة بشكل غير اعتيادي ذا وجه جميل و كأنه من يوسف و يوسف منه .. اختفى وسط الضوء و كأنه الشمس التي تسطع ثم
اختفى و كأنه جاء ليقول كلمته ثم يرجع من حيث أتى .
كانت ( ماري) مستغربة من كلام ( الكاهن ) و قتها !!
ماذا كان يقصد بقوله هذا ،، لا أحد يعلم ؟؟
يقولون أن ( ماري ) كان يتوقف قلبها عن النبض لعدة أيام لتدخل في حالة شبه غيبوبة ثم يعود نبضها مجددا و كأنه لم يحدث لها شيء !!
فلم يكن هناك تفسير منطقي لهذه الظاهرة لا من قبل الأطباء المختصين و لا حتى من الكهنة المخضرمين .
اما صوتها فلم تسترجعه رغم مرور كل تلك السنوات !!
في تلك الليلة بينما كانت ( ماري ) نائمة شعرت وكأن هناك من وضع شيئا ساخنا على ذراعها اليسرى ، كان ساخنا جدا !! استيقظت بسرعة و رفعت كوم الفستان و إذا بها تجد رمزا غريبا و كأنه رقم سبعة !!
كان أحمر اللون بارزا للعيان !!
و طبعاً يظل من ضمن الأشياء الغامضة التي لا تفسير لها كما دائماً !!
مرت الأيام و السنوات .. و حدث اختلاف في الأرض
في الناس في العادات و الأرقام و التواريخ و الوجوه !!
و هناك في أرض غير الأرض كانت ( ماري ) جالسة في انسجام مع نفسها رغم أنها كانت تعاني من الحمى في عز الصيف و في يديها فنجان قهوتها المعتاد كانت تستمع إلى أمواج البحر ، وكانت تتأمل كيف تنكسر أمواجه فوق الحجارة و كأنه يحكي حكاية لا تسمعها إلا الآذان القديمة .
و في نفس الوقت كانت هناك بقربها أغنية كلاسيكية تعزف في انسجام مع أجواء المكان .
كان الجو رائعا و هادئا ، كل شيء كان على مايرام و فجأة شعرت ( ماري ) بنفسها و اقفة أمام مكتبة كبيرة كانت و كأنها في بعد وعالم آخر !!
لم تعرف كيف وصلت إلى هناك بينما كانت قبل ثواني جالسة في شرفة منزلها تنظر إلى البحر !!! ..
التفتت يمينا و يساراً و فجأة و جدت نفسها أمام شاب طويل القامة له شعر اسود طويل نوع ما و لحية خفيفة يرتدي بنطلون أسود و قميص أسود ، يقف على سلم المكتبة ، كان يتكأ على إحدى رفوف تلك المكتبة الضخمة التي يلفها الغموض و الألاف من الحكايات القديمة !!
كان ( الشاب ) و كأنه ينتظر قدوم ( ماري ) إلى المكتبة منذ زمن بعيد ، أخرج كتابا بني اللون من وسط كل تلك الكتب و مده بيديه اليسرى إليها دون أن يلتفت إليها حتى و بدون أن تفكر ( ماري ) ولو للحظة واحدة أمسكت الكتاب بيدها اليسري ، و بينما ( ماري ) كانت ممسكة بالكتاب البني شعرت بالحرارة تنبعث منه وتندفع نحو ذراعها و كأن هناك قوة خارقة للعادة في عالم لا يسمع و لا يرى بالحواس العادية للبشر !!
كان هناك رمزا بارزا احمر اللون يكتب على ذراعها في نفس اللحظة عندما امسكت ذلك الكتاب !!
كان ذلك الرمز الأحمر الذي اكتشفته على ذراعها يشبه الحروف القديمة ، كان مطبوعا على يديها باللون الأحمر ومكتوب بأسلوب يشير إلى قوة خفية غامضة .
عندما نظرت ماري إلى ذراعها و جدت ذلك الرمز و كأنه كتب بأداة حادة في نفس اللحظة التي أمسكت ذلك الكتاب الغامض !! رغم ذلك الشعور ( ماري ) لم تترك الكتاب بل أمسكته بكل قوة .
الغريب أن ذلك الكتاب اختفى داخل جسدها بدون تفسير منطقي لحدوث هذه الظاهرة !!
كان الأمر يبدو و كأن العوالم امتزجت مع بعضها البعض في اقل من جزء من الثانية .
في تلك اللحظة انتفضت ( ماري ) من مكانها و نظرت إلى يمينها ويسارها ثم سألت أختها ( آنستازيا ) هل حصل شيء غير اعتيادي في هذه الثواني القليلة ؟؟
فردت أختها قائلة: لا شيء غير انني سمعتك تكلمين نفسك و ظننت انك تتحدثين عبر الهاتف ولم أرغب في إزعاجك .
لكن ذلك الرمز ظل موجودا بارزا على ذراعها وكان مؤلماً جدا ، لكن ( ماري ) لم تهتم لذلك ألألم بقدر ماكانت مهتمة بما رأته في ذلك البعد !!
وكانت تتساءل مع نفسها ؟!
يا ترى من كان ذلك الشاب ؟!
و ما كان ذلك الكتاب ؟!
و لماذا أعطاها الكتاب بتلك الطريقة ؟؟!
و الأهم من ذلك لماذا هذا الرمز هو نفسه الذي رأته تلك الليلة عندما اخبرها ( الكاهن ) أنها ستلتقي مع ( كيوبيد ) في المستقبل !!!
( ماري ) كانت تشعر بالفضول والدهشة في نفس الوقت وهي تنظر إلى الرمز الأحمر المحفور على ذراعها. . لكنه كان أكثر تعقيداً ، وكانت تتساءل عن معناه وأصله ؟؟!
هل كان هذا الرمز مجرد علامة على جلدها أم أن له قصة خفية تنتظر الكشف عنها ؟؟!
في تلك الليلة عانت ( ماري ) من حمى قوية و هلوسات سمعية بصرية لم تكن عادية أبدا .
لقد كان نبض قلبها قوياً و كأنه ينبض لأول مرة !!
صار قلبها ينبض بهذه السرعة و بهذه القوة لأسابيع متتالية ، وهذا الأمر لم يحصل من قبل أبدا .
في تلك الليلة شاهدت ( التنين الذهبي ) في غرفتها بعد مرور كل تلك السنوات من ظهوره في ( جبال التبت ) و انسجامه مع روح ( ماري ) و كأنهما روح واحدة ، ظهر مرة أخرى و مرر بجناحيه على كتفها الأيسر لتكتب حروف باللون الذهبي ، لقد كانت كلمة بلغة مختلفة .. ( phoENIx) ، كان الخط ذهبيا و كان مشعاً جدا و واضحاً .
ثم نفخ ضوء أزرقا سماويا قويا جدا دخل فمها و سرى في جميع أنحاء جسدها . . حتى صارت للوهلة الأولى و كأنها شفافة يرى باطنها من ظاهرها ، كان الضوء الأزرق السماوي يشع من جسدها بدون توقف ، لكن هذه المرة حصل أمر غريب ، جميع أضواء المدينة انقطعت فجأة !!
ثم أغمى عليها حتى الصباح .. وفي اليوم التالي كانت تلك الكلمة لاتزال موجودة على كتفها و كأنها منقوشة بعناية فائقة .
وبعد مرور أسبوع ، وبينما كانت ( ماري ) في مقهى المطار تشرب فنجان قهوة فجأة و جدت نفسها في غرفة مليئة بالكتب و الرسومات الغريبة و القديمة ، وسط كتب مختلفة ، أشكالها غريبة و لغتها غامضة رغم أنها كانت مكتوبة بلغة تفهمها .
و بعض الرفوف كانت بها قصص و روايات و بعضها على شكل أسطوانات قديمة ، كانت ( ماري ) في حالة صدمة لأنها لم تعرف كيف وصلت إلى هذا المكان أو حتى كيف دخلت إليه !!
تلك الغرفة كان يوجد بها سرير لشخص واحد ، و أمامه دولاب و مكتب صغير عليه عدة أقلام و أوراق و أمامه حاسوب .
و بينما كانت تنظر إلى تلك الكتب سمعت و كأن أحدهم خلفها .. وفي تلك اللحظة دخل شاب غامض إلى المكان كان يرتدي معطفًا أسودًا ، عيناه كانت حادة رغم براءته وكأنه يراقب كل شيء من حوله !!
اقترب من ( ماري ) وقال بصوت هادئ رغم خشونته : أنت تبحثين عن معنى لهذا الرمز أليس كذلك ؟؟
( ماري ) أومأت بإيجابية وقالت بصوت مبعثر : نعم أريد أن أعرف ماذا يعني هذا الرمز . . كما أريد أن أعرف من أنت ؟ ولماذا أراك هنا و في المكتبة ؟؟
ابتسم ذلك الشاب الغامض و أخذ يروي بدون مقدمات عن قصة قديمة تمتد إلى أعماق التاريخ ، عندما كان هذا الرمز جزءًا من لغة سرية استخدمها مجموعة من الحكماء في مصر القديمة ، وكانوا يعتقدون أن هذا الرمز يمثل الحياة والموت، وأنه يرتبط بالأساطير والألهة.
وبينما كان الشاب يروي تلك القصة شعرت ( ماري ) بأن هذا الرمز ليس مجرد علامة عادية على جلدها، بل هو جزء من رحلة أكبر لم تعشها بعد . .
كانت ( ماري ) مشتتة جدا ، و لم تكن هكذا من قبل ، فهي لا تتذكر نفسها يوماً كانت بهذا الضعف و هذا الحزن و هذا الشعور الغريب الذي لا يشبهه شيء !!
لم تكن تعرف هل هذا الشعور بسبب اقتراب ( كيوبيد) كما أخبرها ( الكاهن ) ؟!
آم أنه مجرد شعور لا تفسير له !!
لأول مرة شعرت ( ماري ) أن قلبها ينتفض و كأنه سيخرج من مكانه ، كان شعورا يشبه الموت لحد كبير ، و لأنها جربت الموت أكثر من مرة و نجت منه كانت تعلم جيدا أن هذا الشعور لن يتلاشى بسهولة أبدا .
و لن تتخلص و تشفى منه بسهولة أيضا .
لأنك حرفياً تشعر و كأن أحشائك انتزعت منك و كأنك و سط بركة ماء باردة حد الصقيع و ساخنة مثل اللهيب !!
و كأنك تعيش حلماً لا تفسير له ، لأول مرة شعرت ( ماري ) أن ( كوبيد) الذي تحدث عنه ( الكاهن ) قبل سنوات طويلة قد أصابها و لا مفر لها منه إلا بالهروب إلى أعماق المحيط أو جوف الأرض .
كانت خائفة حقا من هذا الشعور المريب و الجميل في نفس الوقت !!!
في الحقيقة لم يكن شعورا و احدا بل عدة أحاسيس ممزوجة فيما بعضها البعض .
ربما كانت هذه اللحظة هي بداية مغامرة جديدة لا تُنسى حيث ستكتشف أسرارًا قديمة وتعيش قصة تمتد عبر العصور.
وهكذا بدأت ( ماري ) رحلتها لفهم معنى ( الرمز الأحمر) ، ولم تكن تعلم أنها ستكتشف أكثر مما كانت تتخيله.
#بقلمي #ريم_الشاذلي
#reem_shadili
#Reem_Maria_Romanov
#الجميع
#foryoupageシ #foryouシ
@followers@highlight
تعليقات
إرسال تعليق